responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 267



أحد ما مثله أحد بكمال النعت منفرد

[الإتيان إلهي و الإتيان الإلهي الخاص]

اعلم يا ولي أن لله عبادا من حيث اسمه الرحمن و هو قوله وَ عِبٰادُ الرَّحْمٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَ إِذٰا خٰاطَبَهُمُ الْجٰاهِلُونَ قٰالُوا سَلاٰماً يقول تعالى يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمٰنِ وَفْداً و لله عباد يأتي إليهم الرحمن من اسمه الرب فإن اللّٰه يقول قُلِ ادْعُوا اللّٰهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمٰنَ أَيًّا مٰا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمٰاءُ الْحُسْنىٰ فكماله من الاسم اللّٰه الأسماء الحسنى كذلك له من الاسم الرحمن الأسماء الحسنى

قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم ينزل ربنا إلى السماء الدنيا و قال وَ جٰاءَ رَبُّكَ فثم إتيان عام مثل هذا و هو الإتيان للفصل و القضاء و ثم إتيان خاص بالرحمة لمن اعتنى به من عباده

قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم لما اشتد كربه من المنازعين إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن و هو ما مشى إلى اليمن لكن النفس أدركه من قبل اليمن و ما أدركه حتى أتاه فجاء بالتنفيس من الشدة و الضيق الذي كان فيه بالأنصار رضي اللّٰه عن جميعهم فتقدم إليه النفس في باطنه و قلبه مبشرا بما يظهره اللّٰه من نصرة الدين و إقامته على أيدي الأنصار

[ابن عربي بدمشق و حديث الأنصار]

و لقد جرى لنا في حديث الأنصار ما نذكره إن شاء اللّٰه و ذلك أنه عندنا بدمشق رجل من أهل الفضل و الأدب و الدين يقال له يحيى بن الأخفش من أهل مراكش كان أبوه يدرس العربية بها فكتب إلي يوما من منزله بدمشق و أنا بها يقول لي في كتابه يا ولي رأيت رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم البارحة بجامع دمشق و قد نزل بمقصورة الخطابة إلى جانب خزانه المصحف المنسوب إلى عثمان رضي اللّٰه عنه و الناس يهرعون إليه و يدخلون عليه يبايعونه فبقيت واقفا حتى خف الناس فدخلت عليه و أخذت يده فقال لي هل تعرف محمدا قلت له يا رسول اللّٰه من محمد فقال له ابن العربي قال فقلت له نعم أعرفه فقال له رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم إنا قد أمرناه بأمر فقل له يقول لك رسول اللّٰه انهض لما أمرت به و اصحبه أنت فإنك تنتفع بصحبته و قل له يقول لك رسول اللّٰه امتدح الأنصار و لتعين منهم سعد بن عبادة و لا بد ثم استدعى بحسان بن ثابت فقال له رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم يا حسان حفظه بيتا يوصله إلى محمد بن العربي يبني عليه و ينسج على منواله في العروض و الروي فقال حسان يا يحيى خذ إليك و أنشدني بيتا و هو

شغف السهاد بمقلتي و مزاري فعلى الدموع معولي و مشاري
و ما زال يردده علي حتى حفظته ثم قال لي رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم إذا مدح الأنصار فاكتبه بخط بين و احمله ليلة الخميس إلى تربة هذا الذي تسمونها قبر الست فستجد عندها شخصا اسمه حامد فادفع إليه المديح فلما أخبرني بذلك هذا الرائي و فقه اللّٰه عملت القصيدة من وقتي من غير فكرة و لا روية و لا تثبط و دفعت القصيدة إليه فكتب إلى أنه لما جاء قبر الست وصل إليه بعد العشاء الآخرة قال فرأيت رجلا عند القبر فقال لي ابتداء أنت يحيى الذي جاء من عند فلان و سماني قال فقلت له نعم قال فأين القصيد الذي مدح به الأنصار عن أمر رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم فقلت هو ذا عندي فناولته إياه فقرب من الشمعة ليقرأ القصيدة فلم أره يخبر ذلك الخط فقلت له تأمرني أنشدك إياها قال نعم فأنشدته إياها و هذا نص القصيدة

قال ابن ثابت الذي فخرت به فقر الكلام و نشأة الأشعار
شغف السهاد بمقلتي و مزاري فعلى الدموع معولي و مشاري
و كانت أمي تنسب إلى الأنصار فقلت

فلذا جعلت رويه الراء التي هي من حروف الرد و التكرار
فأقول مبتدئا لطاعة أحمد في مدح قوم سادة أبرار
إني امرؤ من جملة الأنصار فإذا مدحتهمو مدحت نجاري
بسيوفهم قام الهدى و بهم علت أنواره في رأس كل منار
قاموا بنصر الهاشمي محمد المصطفى المختار من مختار
صحبوا النبي بنية و عزائم فازوا بهن حميدة الآثار

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست