responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 263



فلبست الرداء من طلبي عين صوته

(مسألة أخرى)

[الرابطة الوجودية بين الحق و الخلق]

إنما كان كذا لكذا إنما انقسم العالم إلى شقي و سعيد للأسماء الإلهية فإن الرتبة الإلهية تطلب لذاتها إن يكون في العالم بلاء و عافية و لا يلزم من ذلك دوام شيء من ذلك إلا أن يشاء اللّٰه فقد كان و لا عالم و هو مسمى بهذه الأسماء فالأمر في هذا مثل الشرط و المشروط ما هو مثل العلة و المعلول فلا يصح المشروط ما لم يصح وجود الشرط و قد يكون الشرط و إن لم يقع المشروط فلما رأينا البلاء و العافية قلنا لا بد لهما من شرط و هو كون الحق إلها يسمى بالمبلي و المعذب و المنعم و كما إن كل ممكن قابل لأحد الحكمين أعني الضدين هو قابل أيضا لانتفاء أحد الضدين فالعالم كله ممكن فجائز أن ينتفي عنه أحد الحكمين فلا يلزم الخلود في الدار الآخرة في العذاب و لا في النعيم بل ذلك كله ممكن

[الخلود،في الدار الآخرة،في العذاب و في النعيم]

فإن ورد الخبر الإلهي الذي يفيد العلم بالنص الذي لا يحتمل التأويل بخلود العالم في أحد الحكمين أو بوقوع كل حكم في جزء من العالم معين و خلود ذلك الجزء فيه إلى ما لا يتناهى قبلناه و قلنا به و ما ورد من الشارع أن العالم الذي هو في جهنم الذين هم أهلها و لا يخرجون منها أن بقاءهم فيها لوجود العذاب فكما ارتفع حكم العذاب عن ممكن ما و هم أهل الجنة كذلك يجوز أن يرتفع عن أهل النار وجود العذاب مع كونهم في النار لقوله وَ مٰا هُمْ بِخٰارِجِينَ مِنَ النّٰارِ و

قال سبقت رحمتي غضبي و لا يلزم من وجود الشرط وجود المشروط فيكون اللّٰه إلها بجميع أسمائه و لا عذاب في العالم و لا ألم لأنه ليس ارتفاعه عن ممكن ما بأولى من ارتفاعه عن جميع الممكنات فلم يبق بأيدينا من طريق العقل دليل على وجود العذاب دائما و لا غيره فليس إلا النصوص المتواترة أو الكشف الذي لا يدخله شبهة فليس للعقل رده إذا ورد من الصادق النص الصريح أو الكشف الواضح

(مسألة أخرى من هذا الباب) [خلق آدم على الصورة و باليدين]

إنما صحت الصورة لآدم لخلقه باليدين فاجتمع فيه حقائق العالم بأسره و العالم يطلب الأسماء الإلهية فقد اجتمع فيه الأسماء الإلهية و لهذا خص آدم عليه السلام بعلم الأسماء كلها التي لها توجه إلى العالم و لم يكن ذلك العلم أعطاه اللّٰه للملائكة و هم العالم الأعلى الأشرف قال اللّٰه عز و جل وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمٰاءَ كُلَّهٰا و لم يقل بعضها و قال عَرَضَهُمْ و لم يقل عرضها فدل على أنه عرض المسمين لا الأسماء و

قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم اللهم إني أسألك بكل اسم سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم غيبك فإن كان هذا الدعاء دعا به قبل نزول سورة البقرة عليه فلا معارضة بين الخبر و الآية عند من يقول بأن الأسماء هنا هي الأسماء الإلهية فإنه صلى اللّٰه عليه و سلم لم يكن له علم بما خص اللّٰه به آدم على الملائكة كما قال صلى اللّٰه عليه و سلم مٰا أَدْرِي مٰا يُفْعَلُ بِي وَ لاٰ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاّٰ مٰا يُوحىٰ به إِلَيَّ و إن كان دعا به بعد نزول سورة البقرة فيكون يريد قوله كلها الأسماء الإلهية التي تطلب الآثار في العالم و ما تعبد به من أسماء التنزيه و التقديس و كذلك

قوله صلى اللّٰه عليه و سلم في حديث الشفاعة فأحمد ربي بمحامد يعلمنيها اللّٰه لا أعلمها الآن مع

قوله في حديث الضربة فعلمت علم الأولين و الآخرين و من علم الأولين علم الأسماء التي علمها اللّٰه آدم و ربما يكون من علم الآخرين علم هذه المحامد التي يحمد بها ربه يوم القيامة

(مسألة أخرى من هذا الباب)

[الخلافة الإلهية]

إنما كانت الخلافة لآدم عليه السلام دون غيره من أجناس العالم لكون اللّٰه تعالى خلقه على صورته فالخليفة لا بد أن يظهر فيما استخلف عليه بصورة مستخلفه و إلا فليس بخليفة له فيهم فأعطاه الأمر و النهي و سماه بالخليفة و جعل البيعة له بالسمع و الطاعة في المنشط و المكره و العسر و اليسر و أمر اللّٰه سبحانه عباده بالطاعة لله و لرسوله و الطاعة لأولي الأمر منهم فجمع رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم بين الرسالة و الخلافة كداود عليه السلام فإن اللّٰه نص على خلافته عن اللّٰه بقوله تعالى فَاحْكُمْ بَيْنَ النّٰاسِ بِالْحَقِّ و أجمل خلافة آدم عليه السلام

[الفرقان بين الرسول و الخليفة]

و ما كل رسول خليفة فمن أمر و نهى و عاقب و عفا و أمر اللّٰه بطاعته و جمعت له هذه الصفات كان خليفة و من بلغ أمر اللّٰه و نهيه و لم يكن له من نفسه إذن من اللّٰه تعالى أن يأمر و ينهى فهو رسول يبلغ رسالات ربه و بهذا بان لك الفرقان بين الرسول و الخليفة

[طاعة اللّٰه و طاعة الرسول و أولى الأمر]

و لهذا جاء بالألف و اللام في

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 263
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست