responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 253

الأنوار في مواقع النجوم أيضا فيكون إدراكهم على قدر مراتب أنوارهم فتتميز المراتب بتمييز الأنوار و تتميز الرجال بتمييز المراتب

[الواصلون من الأولياء إلى حقائق الأنبياء]

و من الرجال الواصلين من ليس لهم معرفة بهذا المقام و لا بالأسماء الإلهية و لكن لهم وصول إلى حقائق الأنبياء و لطائفهم فإذا وصلوا فتح لهم باب من لطائف الأنبياء على قدر ما كانوا عليه من الأعمال في وقت الفتح فمنهم من يتجلى له حقيقة موسى عليه السلام فيكون موسوي المشهد و منهم من يتجلى له لطيفة عيسى و هكذا سائر الرسل فينسب إلى ذلك الرسول بالوراثة و لكن من حيث شريعة محمد صلى اللّٰه عليه و سلم المقررة من شرع ذلك النبي الذي تجلى له فيجد هذا الواصل أنه كان محققا في عمله الموجب لفتحه من جهة ظاهره أو باطنه شرع نبي متقدم مثل قوله تعالى أَقِمِ الصَّلاٰةَ لِذِكْرِي فإن ذلك من شرع موسى و قرره الشارع لنا فيمن خرج عنه وقت الصلاة بنوم أو نسيان فهؤلاء يأخذون من لطائف الأنبياء عليهم السلام و لقينا منهم جماعة و ليس لهؤلاء في الأنوار و لا في الأعضاء و لا في الأسماء الإلهية ذوق و لا شرب و لا شرب و من الواصلين أيضا إلى اللّٰه تعالى الوصول الذي بيناه من يجمع اللّٰه له الجميع و منهم من يكون له من ذلك مرتبتان و أكثر على قدر رزقه الذي قسمه اللّٰه له منه و كل إنسان من هؤلاء إذا رد إلى الخلق بالإرشاد و الهداية لا يتعدى ذوقه في أي مرتبة كان وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

(الباب السادس و الأربعون في معرفة العلم القليل و من حصله من الصالحين)



العلم بالأشياء علم واحد و الكثر في المعلوم لا في ذاته
و الأشعري يرى و يزعم أنه متعدد في ذاته و صفاته
إن الحقيقة قد أبت ما قاله و لو أنه من فكره و هباته
الحق أبلج لا خفاء بأنه متوحد في عينه و سماته

[وحدة العلم و كثرة المعلومات]

قال اللّٰه عز و جل وَ مٰا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاّٰ قَلِيلاً فكان شيخنا أبو مدين يقول إذا سمع من يتلو هذه الآية القليل أعطيناه ما هو لنا بل هو معار عندنا و الكثير منه لم نصل إليه فنحن الجاهلون على الدوام و

قال من هذا الباب خضر لموسى عليه السلام لما رأى الطائر الذي وقع على حرف السفينة و نقر في البحر بمنقاره أ تدري ما يقول هذا الطائر في نقرة في الماء قال موسى عليه السلام لا أدري قال يا موسى يقول هذا الطائر ما نقص علمي و علمك من علم اللّٰه إلا ما نقص من هذا البحر منقاري و المراد المعلومات بذلك لا العلم فإن العلم لو تعدد أدى أن يدخل في الوجود ما لا يتناهى و هو محال فإن المعلومات لا نهاية لها فلو كان لكل معلوم علم لزم ما قلناه و معلوم أن اللّٰه يعلم ما لا يتناهى فعلمه واحد فلا بد أن يكون للعلم عين واحدة لأنه لا يتعلق بالمعلوم حتى يكون موجودا و ما هو ذلك العلم هل هو ذات العالم أو أمر زائد في ذلك خلاف بين النظار في علم الحق سبحانه و معلوم أن علم اللّٰه متعلق بما لا يتناهى فبطل أن يكون لكل معلوم علم و سواء زعمت أن العلم عين ذات العالم أو صفة زائدة على ذاته إلا أن تكون ممن يقول في الصفات إنها نسب و إن كنت ممن يقول إن العلم نسبة خاصة فالنسب لا تتصف بالوجود نعم و لا بالعدم كالأحوال فيمكن على هذا أن يكون لكل معلوم علم و قد علمنا إن المعلومات لا تتناهى فالنسب لا تتناهى و لا يلزم من ذلك محال كحدوث التعلقات عند ابن الخطيب و الاسترسال عند إمام الحرمين و بعد أن فهمت ما قررناه في هذه المسألة فقل بعد ذلك ما شئت من نسبة الكثرة للعلم و القلة فما وصف اللّٰه العلم بالقلة إلا العلم الذي أعطى اللّٰه عباده و هو قوله وَ مٰا أُوتِيتُمْ أي أعطيتم فجعله هبة و قال في حق عبده خضر وَ عَلَّمْنٰاهُ مِنْ لَدُنّٰا عِلْماً و قال علم القرآن فهذا كله يدلك على أنه نسبة لأن الواحد في ذاته لا يتصف بالقلة و لا بالكثرة لأنه لا يتعدد و بهذا نقول إن الواحد ليس بعدد و إن كان العدد منه ينشأ أ لا ترى أن العالم و إن استند إلى اللّٰه و لم يلزم أن يكون اللّٰه من العالم كذلك الواحد و إن نشأ منه العدد فإنه لا يكون بهذا من العدد فالوحدة للواحد نعت نفسي لا يقبل العدد و إن أضيف إليه فإن كان العلم نسبة فإطلاق القلة و الكثرة عليه إطلاق حقيقي و إن كان غير ذلك فإطلاق القلة و الكثرة عليه إطلاق مجازي و كلام العرب مبني على الحقيقة و المجاز عند الناس و إن كنا قد خالفناهم في هذه المسألة بالنظر إلى القرآن فإنا ننفي أن يكون في القرآن مجاز بل في كلام العرب و ليس هذا موضع شرح هذه المسألة

[العلم الوهبي و العلم الكسبي]

و الذي يتعلق بهذا الباب علم

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست