responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 243

فهم السلاطين في صور العبيد يعرفهم الملأ الأعلى فليس أحد مما سوى الإنس و الجان إلا و يقول بفضله إلا بعض الثقلين فإن الحسد يمنعهم من ذلك

[طبقات الفتيان و منزلتهم]

فطبقات الفتيان هو ما ذكرناه من يعلم منهم علم اللّٰه في الحركات و من لا يعلم علم اللّٰه في ذلك على التعيين و إن علم إن ثم أمرا لم يطلعه اللّٰه عليه و أما منزلتهم فهو الذي قلنا في أول الباب في قوله ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً و ينظر إلى هذا الإيجاد من الحقائق الإلهية الآية لأخرى و هي قوله إِنَّ اللّٰهَ هُوَ الرَّزّٰاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ فهم يعاملون الخلق بالإحسان إليهم مع إساءتهم لهم كإعطاء اللّٰه الرزق للمرزوقين الكافرين بالله و نعمه فلهم القوة العظمى على نفوسهم حيث لم يغلبهم هواهم و لا ما جبلت النفس عليه من حب الثناء و الشكر و الاعتراف

[فتوة إبراهيم ع]

قال تعالى حاكيا سَمِعْنٰا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقٰالُ لَهُ إِبْرٰاهِيمُ فأطلق اللّٰه على ألسنتهم فتوة إبراهيم بلسانهم لما كانت الفتوة بهذه المثابة لأنه قام في اللّٰه حق القيام و لما أحالهم على الكبير من الأصنام على نية طلب السلامة منهم فإنه قال لهم فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كٰانُوا يَنْطِقُونَ يريد توبيخهم و لهذا رجعوا إلى أنفسهم و هو قوله تعالى وَ تِلْكَ حُجَّتُنٰا آتَيْنٰاهٰا إِبْرٰاهِيمَ عَلىٰ قَوْمِهِ في كل حال و إنما سمي ذلك كذبا لإضافة الفعل في عالم الألفاظ إلى كبيرهم و الكبير اللّٰه على الحقيقة و اللّٰه هو الفاعل المكسر للأصنام بيد إبراهيم فإنه يده التي يبطش بها كذا أخبر عن نفسه فكسر هذه الأصنام التي زعموا أنها آلهة لهم أ لا ترى المشركين يقولون فيهم مٰا نَعْبُدُهُمْ إِلاّٰ لِيُقَرِّبُونٰا إِلَى اللّٰهِ زُلْفىٰ فاعترفوا إن ثم إلها كبيرا أكبر من هؤلاء كما هو أحسن الخالقين و أرحم الراحمين فهذا الذي قاله إبراهيم عليه السلام صحيح في عقد إبراهيم عليه السلام و إنما أخطأ المشركون حيث لم يفهموا عن إبراهيم ما أراد بقوله بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ فكان قصد إبراهيم بكبيرهم اللّٰه تعالى و إقامة الحجة عليهم و هو موجود في الاعتقادين و كونهم آلهة ذلك على زعمهم و الوقف عليه حسن عندنا تام و ابتدأ إبراهيم بقوله هذا قولي فالخبر محذوف يدل عليه مساق القصة فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كٰانُوا يَنْطِقُونَ فهم يخبرونكم و لو نطقت الأصنام في ذلك الوقت لنسبت الفعل إلى اللّٰه لا إلى إبراهيم فإنه مقرر عند أهل الكشف من أهل طريقنا إن الجماد و النبات و الحيوان قد فطرهم اللّٰه على معرفته و تسبيحه بحمده فلا يرون فاعلا إلا اللّٰه و من كان هذا في فطرته كيف ينسب الفعل لغير اللّٰه فكان إبراهيم على بينة من ربه في الأصنام أنهم لو نطقوا لأضافوا الفعل إلى اللّٰه لأنه ما قال لهم سلوهم إلا في معرض الدلالة سواء نطقوا أو سكتوا فإن لم ينطقوا يقول لهم لم تعبدون ما لا يسمع و لا يبصر و لا يغني عنكم من اللّٰه شيئا : و لا عن نفسه و لو نطقوا لقالوا إن اللّٰه قطعنا قطعا لا يتمكن في الدلالة أن تقول الأصنام غير هذا فإنها لو قالت الصنم الكبير فعل ذلك بنا لكذبت و يكون تقريرا من اللّٰه بكفرهم وردا على إبراهيم عليه السلام فإن الكبير ما قطعهم جذاذا و لو قالوا في إبراهيم إنه قطعنا لصدقوا في الإضافة إلى إبراهيم و لم تلزم الدلالة بنطقهم على وحدانية اللّٰه ببقاء الكبير فيبطل كون إبراهيم قصد الدلالة فلم تقع و لم يصدق وَ تِلْكَ حُجَّتُنٰا آتَيْنٰاهٰا إِبْرٰاهِيمَ عَلىٰ قَوْمِهِ فكانت له الدلالة في نطقهم لو نطقوا كما قررنا و في عدم نطقهم لو لم ينطقوا و مثل هذا ينبغي أن يكون قصد الأنبياء عليهم السلام فهم العلماء صلوات اللّٰه عليهم و لهذا رجعوا إلى أنفسهم فقالوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظّٰالِمُونَ ثُمَّ نُكِسُوا عَلىٰ رُؤُسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مٰا هٰؤُلاٰءِ يَنْطِقُونَ فقال اللّٰه لمثل هؤلاء أَ تَعْبُدُونَ مٰا تَنْحِتُونَ فكان من فتوته إن باع نفسه في حق أحدية خالقه لا في حق خالقه لأن الشريك ما ينفي وجود الخالق و إنما يتوجه على نفي الأحدية فلا يقوم في هذا المقام إلا من له القطبية في الفتوة بحيث يدور عليه مقامها*

[فتوة فتى موسى ع]

و من الفتوة قوله تعالى و إذ قال موسى لفتاه فأطلق عليه باللسان العبراني معنى يعبر عنه في اللسان العربي بالفتى و كان في خدمة موسى عليه السلام و كان موسى في ذلك الوقت حاجب الباب فإنه الشارع في تلك الأمة و رسولها و لكل أمة باب خاص إلهي شارعهم هو حاجب ذلك الباب الذي يدخلون منه على اللّٰه تعالى و محمد صلى اللّٰه عليه و سلم هو حاجب الحجاب لعموم رسالته دون سائر الأنبياء عليهم السلام فهم حجبته صلى اللّٰه عليه و سلم من آدم عليه السلام إلى آخر نبي و رسول

[الأنبياء حجبة النبي محمد ص قبل زمان بعثته]

و إنما قلنا إنهم حجبته

لقوله صلى اللّٰه عليه و سلم آدم فمن دونه تحت لوائي فهم نوابه في عالم الخلق و هو روح مجرد عارف بذلك قبل نشأة جسمه

قيل له متى كنت نبيا فقال كنت نبيا و آدم بين الماء و الطين أي لم يوجد آدم بعد إلى أن وصل زمان ظهور جسده المطهر صلى اللّٰه عليه و سلم فلم يبق حكم لنائب من نوابه من سائر الحجاب الإلهيين و هم الرسل

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست