responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 239

و دنيا و برزخ فما تركت لي وقتا تخلو بي فيه إلا جعلته لنفسك و الليل لي يا عبدي لا للمحمدة و الثناء ثم تتلو آية فَأُولٰئِكَ(مَعَ)الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّٰهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَدٰاءِ وَ الصّٰالِحِينَ فتشاهدهم في تلاوتك و تفكر في مقاماتهم و أحوالهم و ما أعطيت اَلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنٰاتِ وَ الْقٰانِتِينَ وَ الْقٰانِتٰاتِ وَ الصّٰادِقِينَ وَ الصّٰادِقٰاتِ وَ الصّٰابِرِينَ وَ الصّٰابِرٰاتِ وَ الْخٰاشِعِينَ وَ الْخٰاشِعٰاتِ وَ الْمُتَصَدِّقِينَ وَ الْمُتَصَدِّقٰاتِ وَ الصّٰائِمِينَ وَ الصّٰائِمٰاتِ فوقفت بالثناء و المحمدة مع كل طائفة أثنيت عليهم في كتابي فأين أنا و أين خلوتك بي

[تلاوة العارف المحقق]

ما عرفني و لا عرف مقدار قولي الليل لي و ما عرف لما ذا نزلت إليك بالليل إلا العارف المحقق الذي لقيه بعض إخوانه فقال له يا أخي اذكرني في خلوتك بربك فأجابه ذلك العبد فقال إذا ذكرتك فلست معه في خلوة فمثل ذلك عرف قدر نزولي إلى السماء الدنيا بالليل و لما ذا نزلت و لمن طلبت فأنا أتلو كتابي عليه بلسانه و هو يسمع فتلك مسامرتي و ذلك العبد هو الملتذ بكلامي فإذا وقف مع معانيه فقد خرج عني بفكره و تأمله فالذي ينبغي له أن يصغي إلي و يخلي سمعه لكلامي حتى أكون أنا في تلك التلاوة كما تلوت عليه و أسمعته أكون أنا الذي أشرح له كلامي و أترجم له عن معناه فتلك مسامرتي معه فيأخذ العلم مني لا من فكره و اعتباره فلا يبالي بذكر جنة و لا نار و لا حساب و لا عرض و لا دنيا و لا آخرة فإنه ما نظرها بعقله و لا بحث عن الآية بفكره و إنما ألقى السمع لما أقوله له و هو شهيد حاضر معي أتولي تعليمه بنفسي فأقول له يا عبدي أردت بهذه الآية كذا و كذا و بهذه الآية الأخرى كذا و كذا هكذا إلى أن ينصدع الفجر فيحصل من العلوم على يقين ما لم يكن عنده فإنه مني سمع القرآن و مني سمع شرحه و تفسير معانيه و ما أردت بذلك الكلام و بتلك الآية و السورة فيكون حسن الأدب معي في استماعه و إصاخته فإن طالبته بالمسامرة في ذلك فيجيبني بحضور و مشاهدة يعرض على جميع ما كلمته به و علمته إياه فإن كان أخذه على الاستيفاء و إلا فنجبر له ما نقصه من ذلك فيكون لي لا له و لا لمخلوق فمثل هذا العبد هو لي و الليل بيني و بينه فإذا انصدع الفجر استويت على عرشي أدبر الأمر أفصل الآيات و يمشي عبدي إلى معاشه و إلى محادثة إخوانه و قد فتحت بيني و بينه بابا في خلقي ينظر إلي منه و انظر إليه منه و الخلق لا يشعرون فأحدثه على ألسنتهم و هم لا يعرفون و يأخذ مني على بصيرة و هم لا يعلمون فيحسبون أنه يكلمهم و ما يكلم سواى و يظنون أنه يجيبهم و ما يجيب إلا إياي كما قال بعض أصحاب هذه الصفة

يا مؤنسي بالليل إن هجع الورى و محدثي من بينهم بنهاري

[طبقات أهل الليل مع اللّٰه]

و إذ قد أبنت لك عن أهل الليل كيف ينبغي أن يكونوا في ليلهم فإن كنت منهم فقد علمتك الأدب الخاص بأهل اللّٰه و كيف ينبغي لهم أن يكونوا مع اللّٰه و اعلم أنه تختلف طبقاتهم في ذلك فالزاهد حاله مع اللّٰه في ليله من مقام زهده و المتوكل حاله مع اللّٰه من مقام توكله و كذلك صاحب كل مقام و لكل مقام لسان هو الترجمان الإلهي فهم متباينون في المراتب بحسب الأحوال و المقامات و أقطاب أهل الليل هم أصحاب المعاني المجردة عن المواد المحسوسة و الخيالية فهم واقفون مع الحق بالحق على الحق من غير حد و لا نهاية و وجود ضد

[معارج أهل الليل و معارفهم]

و من أهل الليل من يكون صاحب عروج و ارتقاء و دنو فيتلقاه الحق في الطريق و هو نازل إلى السماء الدنيا فيتدلى إليه فيضع كنفه عليه و كل همة من كل صاحب معراج يتلقاها الحق في ذلك النزول حيث وجدها فمن الهمم من يلقاها الحق في السماء الدنيا و منها من يلقاها في الثانية و فيما بينهما و في الثالثة و فيما بينهما و في الرابعة و فيما بينهما و في الخامسة و فيما بينهما و في السادسة و فيما بينهما و في السابعة و فيما بينهما و في الكرسي و فيما بينهما و في العرش في أول النزول و فيما بينهما و هو مستوي الرحمن فيعطي لتلك الهمة من المعاني و المعارف و الأسرار بحسب المنزل الذي لقيته فيه ثم تنزل معه إلى السماء الدنيا فتقف الهمم بين يديه و يستشرف الحق على من بقي من الهمم من أهل الليل في محاريبهم و ما عرجت فيلقي إليهم الحق تعالى بحسب ما يسألونه في صلاتهم و دعائهم و هم في بيوتهم و في محاريبهم فتسمع تلك الهمم التي لقيته في طريقها ما يكون منه جل جلاله إلى أولئك العبيد فيستفيدون علوما لم تكن عندهم فإنه قد يخطر لهؤلائك الذين ما صعدت هممهم من السؤال للحق في المعارف و الأسرار ما لم يكن في قوة هذه الهمم أن تسألها لقصورها عنها فإذا سمعوا الجواب من الحق الذي يجيب به أولئك القوم الذين في محاريبهم و ما اخترقت هممهم سماء و لا فلكا فيحصل لهم من العلم بالله بقدر ما سأل عنه أولئك الأقوام و ثم همم أخر ارتقت فوق العرش إلى مرتبة

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست