responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 237



و ذلك حفظ اللّٰه في مثل طورنا و عصمته في المرسلين بلا ريب
القصيدة بكمالها و هي مذكورة في أول الباب الثلاثين و ثلاثمائة من هذا الكتاب

[تروحن الأجساد و تجسد الأرواح]

و ترتيب هذا الباب هو ما ذكرناه من مراتب خرق العوائد و أما ما فيه من الغرائب فإلحاق البشر بالروحانيين في التمثل و إلحاق الروحانيين بالبشر في الصورة و ظهور صورة عنهم شبيه الصورة التي يتمثلون بها قال تعالى فَتَمَثَّلَ لَهٰا بَشَراً سَوِيًّا يسمى روحا مثل ما هو جبريل روح فيحيي الموتى كما يحيي جبريل قال ابن عباس ما وطئ جبريل عليه السلام قط موضعا من الأرض إلا حيي ذلك الموضع و لهذا أخذ السامري قبضة من أثره حين عرفه لما جاء لموسى و قد علم إن وطأته يحيا بها ما وطئه من الأشياء فقبض قبضة من أثر الرسول فرمى بها في العجل الذي صنعه فحيي ذلك العجل و كان ذلك إلقاء من الشيطان في نفس السامري لأن الشيطان يعلم منزلة الأرواح فوجد السامري في نفسه هذه القوة و ما علم بأنها من إلقاء إبليس فقال وَ كَذٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي و فعل ذلك إبليس من حرصه على إضلاله بما يعتقده من الشريك لله تعالى فخرج عيسى على صورة جبريل في المعنى و الاسم و الصورة الممثلة فالتحقق البشر بالروحاني و التحق الروحاني بصورة البشر في نازلة واحدة و يكفي هذا القدر من هذا الباب فإنه باب واسع لمريم و آسية لحقائق الرسل عليهم السلام فيه مجال رحب فإنه منزل الكمال من حصله ساد على أبناء جنسه و ظهر حاكما على صاحب الجلال و الجمال و هو من مقامات أبي يزيد البسطامي و الأفراد وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ انتهى الجزء الحادي و العشرون

(الباب الحادي و الأربعون في معرفة أهل الليل و اختلاف طبقاتهم و تباينهم في مراتبهم و أسرار أقطابهم)

(بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)

ألا إن أهل الليل أهل تنزل و أهل معاريج و أهل تنقل
فمن صاعد نحو المقام بهمة و من نازل يبغي اللحوق بأسفل
بحكم التداني و التدلي هما و عن وجود الترقي و التلقي بمعزل
فإن قلت فيهم إنهم خير عصبة صدقت فقد حلوا بأكرم منزل
و إن قلت فيهم إنهم شر فتية صدقت فليسوا بالنبي و لا الولي
فهم لا همو ليسوا بهم و بغيرهم و لكنهم في معقل متزلزل
عزيز الحمى بين المشاهد و النهي و بين جنوب في الهبوب و شمال
فما منهمو إلا إمام مسود إذا أصبحوا نالوا المنى بالتأمل
لهم نظرة لا يعرف الغير حكمها لهم سطوة في كل تاج مكلل

[الليل و الغيب]

اعلم أيدك اللّٰه بروح منه أن اللّٰه جعل الليل لأهله مثل الغيب لنفسه فكما لا يشهد أحد فعل اللّٰه في خلقه لحجاب الغيب الذي أرسله دونهم كذلك لا يشهد أحد فعل أهل الليل مع اللّٰه في عبادتهم لحجاب ظلمة الليل التي أرسلها اللّٰه دونهم فهم خير عصبة في حق اللّٰه و هم شر فتية في حق أنفسهم ليسوا بأنبياء تشريع لما ورد من غلق باب النبوة و لا يقال في واحد منهم عندهم إنه ولي لما فيه من المشاركة مع اسم اللّٰه فيقال فيهم أولياء و لا يقولون ذلك عن أنفسهم و إن بشروا فجعل الليل لباسا لأهله يلبسونه فيسترهم هذا اللباس عن أعين الأغيار يتمتعون في خلواتهم الليلية بحبيبهم فيناجونه من غير رقيب لأنه جعل النوم في أعين الرقباء سباتا أي راحة لأهل الليل إلهية كما هو راحة للناس طبيعية فإذا نام الناس استراح هؤلاء مع ربهم و خلوا به حسا و معنى فيما يسألونه من قبول توبة و إجابة دعوة و مغفرة حوبة و غير ذلك فنوم الناس راحة لهم و إن اللّٰه تعالى ينزل إليهم بالليل إلى السماء الدنيا فلا يبقى بينه و بينهم حجاب فلكي و نزوله إليهم رحمة بهم و يتجلى من سماء الدنيا عليهم كما

ورد في الخبر فيقول كذب من ادعى محبتي فإذا جنه الليل نام عني أ ليس كل محب يطلب الخلوة بحبيبه هو أنا ذا قد تجليت لعبادي هل من داع فاستجيب له هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فاغفر له حتى ينصدع

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست