responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 234



مجاور علم الكون علم إلهي يقول الذي يعطاه كشف حقيقي
و ما هو من علم البرازخ خالص و ما هو علوي و ما هو سفلي
له في العلى وجه غريب محقق و في السفل وجه بالحقائق علوي
و ليس الذي يدريه ملك مخلص و لا هو جني و لا هو إنسي
و لكنها الأعيان لما تألفت بدا لك شكل مستفاد كياني
فقل فيه ما تهواء يقبله أصله فلست تراه و هو للعين مرئي
فما هو محكوم و ليس بحاكم فما هو غيبي و ما هو حسي
تنزه عن حصر الجهات ضياؤه فلا هو شرقي و لا هو غربي
فسبحان من أخفى عن العين ذاته و يسرى مثال منه فينا اتصالي
نراه إذا كنا و ما هو عينه و لكنه كشف صحيح خيالي
تجلى لرأي العين في كل صورة فذلك مقصودي بقولي مثالي

[خرق العوائد:المعجزات،الكرامات،السحر]

اعلم أيدك اللّٰه بروح القدس أن هذا المنزل منزل الكمال و هو مجاور منزل الجلال و الجمال هو من أجل المنازل و النازل فيه أتم نازل اعلم أن خرق العوائد على ثلاثة أقسام قسم منها يرجع إلى ما يدركه البصر أو بعض القوي على حسب ما يظهر لتلك القوة مما ارتبطت في العادة بإدراكه و هو في نفسه على غير ما أدركته تلك القوة مثل قوله تعالى يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهٰا تَسْعىٰ و هذا القسم داخل تحت قدرة البشر و هو على قسمين منه ما يرجع إلى قوة نفسية و منه ما يرجع إلى خواص أسماء إذا تلفظ بتلك الأسماء ظهرت تلك الصور في عين الرائي أو في سمعه خيالا و ما ثم في نفس الأمر أعني في المحسوس شيء من صورة مرئية و لا مسموعة و هو فعل الساحر و هو على علم أنه ما ثم شيء مما وقع في الأعين و الأسماع و القسم الآخر الذي هو قوة نفسية يكون عنها فيما تراه العين أو أي إدراك كان ما كان من الأمر الذي ظهر عن خواص الأسماء و الفرق بينهما إن الذي يفعله بطريق الأسماء و هو الساحر يعلم أنه ما ثم شيء من خارج و إنما لها سلطان على خيال الحاضرين فتخطف أبصار الناظرين فيرى صورا في خياله كما يرى النائم في نومه و ما ثم في الخارج شيء مما يدركه و هذا القسم الآخر الذي للقوة النفسية منهم من يعلم أنه ما ثم شيء في الخارج و منهم من لا يعلم ذلك فيعتقد إن الأمر كما رآه ذكر أبو عبد الرحمن السلمي في كتاب مقامات الأولياء في باب الكرامات منه أن عليما الأسود و كان من أكابر أهل الطريق إن بعض الصالحين اجتمع به في قصة أدته إلى أن ضرب عليم الأسود إلى أسطوانة كانت قائمة في المسجد من رخام فإذا هي كلها ذهب فنظر إليها الرجل أسطوانة ذهب فتعجب فقال له يا هذا إن الأعيان لا تنقلب و لكن هكذا تراها لحقيقتك بربك و هي غير ذلك فخرج من كلامه فيما يظهر لمن لا علم له بالأشياء ببادي الرأي أو من أول نظر أن الأسطوانة حجر كما كانت و ليست ذهبا إلا في عين الرائي ثم إن الرجل أبصرها بعد ذلك حجرا كما كانت أول مرة

[عصا موسى و سحرة فرعون]

قال تعالى في عصا موسى عليه السلام وَ مٰا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يٰا مُوسىٰ قٰالَ هِيَ عَصٰايَ ثم قال أَلْقِهٰا يٰا مُوسىٰ فَأَلْقٰاهٰا من يده في الأرض فَإِذٰا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعىٰ فلما خاف موسى عليه السلام منها على مجرى العادة في النفوس أنها تخاف من الحيات إذا فاجأتها لما قرن اللّٰه بها من الضرر لبني آدم و ما علم موسى مراد اللّٰه في ذلك و لو علمه ما خاف فقال اللّٰه تعالى له خُذْهٰا وَ لاٰ تَخَفْ سَنُعِيدُهٰا سِيرَتَهَا الْأُولىٰ أي ترجع عصا كما كانت أو ترجع تراها عصا كما كانت فالآية محتملة فإن الضمير الذي في قوله عز و جل سَنُعِيدُهٰا سِيرَتَهَا الْأُولىٰ إذا لم تكن عصا في حال كونها في نظر موسى حية لم يجد الضمير على من يعود كما إن الإنسان إذا عودك أمرا ما و هو أنه كان يحسن إليك ثم أساء إليك فتقول له قد تغيرت سيرتك معي ما أنت هو ذاك الذي كان يحسن إلي و معلوم أنه هو فيقال له سيعود معك إلى سيرته الأولى من الإحسان إليك و هو في صورته ما تغير و لكن تغير عليك فعله معك و قدم اللّٰه هذا لموسى عليه السلام توطئة لما سبق في علمه سبحانه أن السحرة تظهر لعينه مثل هذا فيكون عنده علم من ذلك حتى لا يذهل و لا يخاف إذا وقع منهم عند إلقائهم حبالهم و عصيهم و خيل إلى موسى

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست