responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 229

(بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)

(الباب الثامن و الثلاثون في معرفة من اطلع على المقام المحمدي و لم ينله من الأقطاب)



بين النبوة و الولاية فارق لكن لها الشرف الأتم الأعظم
يعنو لها الفلك المحيط بسره و كذلك القلم العلي الأفخم
إن النبوة و الرسالة كانتا و قد انتهت و لها السبيل الأقوم
و أقام بيتا للولاية محكما في ذاته فله البقاء الأدوم
لا تطلبنه نهاية يسعى لها فيكون عند بلوغه يتهدم
صفة الدوام لذاته نفسية فهو الولي فقهره متحكم
يأوي إليه نبيه و رسوله و العالم الأعلى و من هو أقدم

[الرسالة و النبوة و الولاية]

ثبت أن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم قال إن الرسالة و النبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي و لا نبي الحديث بكماله فهذا الحديث من أشد ما جرعت الأولياء مرارته فإنه قاطع للوصلة بين الإنسان و بين عبوديته و إذا انقطعت الوصلة بين الإنسان و بين عبوديته من أكمل الوجوه انقطعت الوصلة بين الإنسان و بين اللّٰه فإن العبد على قدر ما يخرج به عن عبوديته ينقصه من تقريبه من سيده لأنه يزاحمه في أسمائه و أقل المزاحمة الاسمية فأبقى علينا اسم الولي و هو من أسمائه سبحانه و كان هذا الاسم قد نزعه من رسوله و خلع عليه و سماه بالعبد و الرسول و لا يليق بالله أن يسمى بالرسول فهذا الاسم من خصائص العبودية التي لا تصح أن تكون للرب و سبب إطلاق هذا الاسم وجود الرسالة و الرسالة قد انقطعت فارتفع حكم هذا الاسم بارتفاعها من حيث نسبتها بها من اللّٰه

[رسالة التبليغ و النقل]

و لما علم رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم أن في أمته من يجرع مثل هذا الكأس و علم ما يطرأ عليهم في نفوسهم من الألم لذلك رحمهم فجعل لهم نصيبا ليكونوا بذلك عبيد العبيد فقال للصحابة ليبلغ الشاهد الغائب فأمرهم بالتبليغ كما أمره اللّٰه بالتبليغ لينطلق عليهم أسماء الرسل التي هي مخصوصة بالعبيد و

قال صلى اللّٰه عليه و سلم رحم اللّٰه امرأ سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها يعني حرفا حرفا و هذا لا يكون إلا لمن بلغ الوحي من قرآن أو سنة بلفظه الذي جاء به و هذا لا يكون إلا لنقلة الوحي من المقرءين و المحدثين ليس للفقهاء و لا لمن نقل الحديث على المعنى كما يراه سفيان الثوري و غيره نصيب و لا حظ فيه فإن الناقل على المعنى إنما نقل إلينا فهمه في ذلك الحديث النبوي و من نقل إلينا فهمه فإنما هو رسول نفسه و لا يحشر يوم القيامة فيمن بلغ الوحي كما سمعه و أدى الرسالة كما يحشر المقرئ و المحدث الناقل لفظ الرسول عينه في صف الرسل عليهم السلام فالصحابة إذا نقلوا الوحي على لفظه فهم رسل رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و التابعون رسل الصحابة و هكذا الأمر جيلا بعد جيل إلى يوم القيامة فإن شئنا قلنا في المبلغ إلينا أنه رسول اللّٰه و إن شئنا أضفناه لمن بلغ عنه و إنما جوزنا حذف الوسائط لأن رسول اللّٰه كان يخبره جبريل عليه السلام و ملك من الملائكة و لا نقول فيه رسول جبريل و إنما نقول فيه رسول اللّٰه كما قال اللّٰه تعالى مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّٰهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ و قال عز و جل مٰا كٰانَ مُحَمَّدٌ أَبٰا أَحَدٍ مِنْ رِجٰالِكُمْ وَ لٰكِنْ رَسُولَ اللّٰهِ مع قوله نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلىٰ قَلْبِكَ و مع هذا فما أضافه اللّٰه إلا إلى نفسه

[الولاية و العبودية]

فهذا القدر بقي لهم من العبودية و هو خير عظيم امتن به عليهم و مهما لم ينقله الشخص بسنده متصلا غير منقطع فليس له هذا المقام و لا شم له رائحة و كان من الأولياء المزاحمين الحق في الاسم الولي فنقصه من عبوديته بقدر هذا الاسم فلهذا اسم المحدث بفتح الدال أولى به من اسم الولي فإن مقام الرسالة لا يناله أحد بعد رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم إلا بقدر ما بيناه فهو الذي أبقاه الحق تعالى علينا و من هنا تعرف مقام شرف العبودية و شرف المحدثين نقلة الوحي بالرواية و لهذا اشتد علينا غلق هذا الباب و علمنا إن اللّٰه قد طردنا من حال العبودية الاختصاصية التي كان ينبغي لنا أن نكون عليها و أما النبوة فقد بينا هالك فيما تقدم في باب معرفة الأفراد و هم أصحاب الركاب

[الصلاة المقسومة بين العبد و الرب]

ثم إنه تعالى من باب طردنا من العبودة و مقامها

قال تعالى قسمت الصلاة بيني و بين عبدي نصفين و من نحن حتى

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست