responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 225

اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و هذا الوصي من الأفراد و طريقه في مآخذ العلوم طريق الخضر صاحب موسى عليه السلام فهو على شرعنا و إن اختلف الطريق الموصل إلى العلم الصحيح فإن ذلك لا يقدح في العلم

قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم فيمن أعطى الولاية من غير مسألة إن اللّٰه يعينه عليها و إن اللّٰه يبعث إليه ملكا يسدده يريد عصمته من الغلط فيما يحكم به قال الخضر وَ مٰا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي و

قال عليه السلام إن يكن في أمتي محدثون فمنهم عمر ثم إنه

قد ثبت عندنا إن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم نهى عن قتل الرهبان الذين اعتزلوا الخلق و انفردوا بربهم فقال ذروهم و ما انقطعوا إليه فأتى بلفظ مجمل و لم يأمرنا بأن ندعوهم لعلمه صلى اللّٰه عليه و سلم أنهم على بينة من ربهم و قد أمر صلى اللّٰه عليه و سلم بالتبليغ و أمرنا أن يبلغ الشاهد الغائب فلو لا ما علم رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم أن اللّٰه يتولى تعليمهم مثل ما تولى تعليم الخضر و غيره ما كان كلامه هذا و لا قرره على شرع منسوخ عنده في هذه الملة و هو الصادق في دعواه صلى اللّٰه عليه و سلم أنه بعث إلى الناس كافة كما ذكر اللّٰه تعالى فيه فعمت رسالته جميع الخلق و روح هذا التعريف أنه كل من أدركه زمانه و بلغت إليه دعوته لم يتعبده اللّٰه إلا بشرعه فإنا نعلم قطعا أنه صلى اللّٰه عليه و سلم ما شافه جميع الناس بالخطاب في زمانه فما هو إلا الوجه الذي ذكرنا و هذا الراهب من العيسويين الذين ورثوا عيسى عليه السلام إلى زمان بعثة محمد صلى اللّٰه عليه و سلم فلما بعث محمد صلى اللّٰه عليه و سلم تعبد اللّٰه هذا الراهب بشرعه صلى اللّٰه عليه و سلم و علمه من لدنه علما بالرحمة التي آتاه من عنده كان ورثه أيضا حالة عيسوية من محمد صلى اللّٰه عليه و سلم فلم يزل عيسويا في الشريعتين أ لا ترى هذا الراهب قد أخبر بنزول عيسى عليه السلام و أخبر أنه إذا نزل يقتل الخنزير و يكسر الصليب أ تراه بقي على تحليل لحم الخنزير فلم يزل هذا الراهب عيسويا في الشريعتين فله الأجر مرتين أجر اتباعه نبيه و أجر اتباعه محمدا صلى اللّٰه عليه و سلم و هو في انتظار عيسى إلى أن ينزل و هؤلاء الصحابة قد رأوه مع نضلة و ما سألوه عن حاله في الإسلام و الايمان و لا بما يتعبد نفسه من الشرائع لأن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم ما أمرهم بسؤال مثله فعلمنا قطعا أن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم لا يقر أحدا على الشرك و علم إن لله عبادا يتولى الحق تعليمهم من لدنه علم ما أنزله على محمد صلى اللّٰه عليه و سلم رحمة منه و فضلا و كان فضل اللّٰه عظيما و لو كان ممن يؤدي الجزية لقلنا إن الشرع المحمدي قد قرر له دينه ما دام يعطي الجزية و هذه مسألة دقيقة في عموم رسالته و أنه بظهوره لم يبق شرع إلا ما شرعه و مما شرع تقريرهم على شرعهم ما داموا يعطون الجزية إذا كانوا من أهل الكتاب و كم لله تعالى من هؤلاء العباد في الأرض

[أصول العيسويين و روحانيتهم]

فأصل العيسويين كما قررناه تجريد التوحيد من الصور الظاهرة في الأمة العيسوية و المثل التي لهم في الكنائس من أجل أنهم على شريعة محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و لكن الروحانية الحالية التي هم عليها عيسوية في النصارى و موسوية في اليهود من مشكاة محمد صلى اللّٰه عليه و سلم من

قوله صلى اللّٰه عليه و سلم اعبد اللّٰه كأنك تراه و اللّٰه في قبلة المصلي و إن العبد إذا صلى استقبل ربه و من كل ما ورد في اللّٰه من أمثال هذه النسب و ليس للعيسوي من هذه الأمة من الكرامات المشي في الهواء و لكن لهم المشي على الماء و المحمدي يمشي في الهواء بحكم التبعية فإن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم ليلة أسرى به و كان محمولا

قال في عيسى عليه السلام لو ازداد يقينا لمشى في الهواء و لا شك أن عيسى عليه السلام أقوى في اليقين منا بما لا يتقارب فإنه من أولي العزم من الرسل و نحن نمشي في الهواء بلا شك و قد رأينا خلقا كثيرا ممن يمشي في الهواء في حال مشيهم في الهواء فعلمنا قطعا إن مشينا في الهواء إنما هو بحكم صدق التبعية لا بزيادة اليقين على يقين عيسى عليه السلام قد علم كل منا مشربه فمشينا بحكم التبعية لمحمد صلى اللّٰه عليه و سلم من الوجه الخاص الذي له هذا المقام لا من قوة اليقين كما قلنا الذي كنا نفضل به عيسى عليه السلام حاشى لله أن نقول بهذا كما إن أمة عيسى يمشون على الماء بحكم التبعية لا بمساواة يقينهم يقين عيسى عليه السلام فنحن مع الرسل في خرق العوائد الذين اختصوا بها من اللّٰه و ظهر أمثالها علينا بحكم التبعية كما مثلناه في كتاب اليقين لنا أن لمماليك الخواص الذين يمسكون نعال أستاذيهم من الأمراء إذا دخلوا على السلطان و بقي بعض الأمراء خارج الباب حين لم يؤذن لهم في الدخول أ ترى المماليك الداخلين مع أستاذيهم أرفع منصبا من الأمراء الذي ما أذن لهم فهل دخلوا إلا بحكم التبعية لأستاذيهم بل كل شخص على رتبته فالأمراء متميزون على الأمراء و المماليك متميزون على المماليك

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست