responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 199

و بما ذا يسمى ذلك السبب فمن قائل هو الطبيعة و من قائل هو الدهر و من قائل غير ذلك فاتفق الكل في إثباته و وجوب وجوده و هل هذا الخلاف يضرهم مع هذا الاستناد أم لا هذا كله من علوم أهل هذا المقام انتهى الجزء السابع عشر

(الباب الثلاثون في معرفة الطبقة الأولى و الثانية من الأقطاب الركبان)

(بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)

إن لله عبادا ركبوا نجب الأعمال في الليل البهيم
و ترقت همم الذل بهم لعزيز جل من فرد عليم
فاجتباهم و تجلى لهمو و تلقاهم بكأسات النديم
من يكن ذا رفعة في ذلة إنه يعرف مقدار العظيم
رتبة الحادث إن حققتها إنما يظهر فيها بالقديم
إن لله علوما جمة في رسول و نبي و قسيم
لطفت ذاتا فما يدركها عالم الأنفاس أنفاس النسيم

[الأفراد هم الركبان]

اعلم أيدك اللّٰه أن أصحاب النجب في العرف هم الركبان قال الشاعر

فليت لي بهمو قوما إذا ركبوا شنوا الإغارة فرسانا و ركبانا
الفرسان ركاب الخيل و الركبان ركاب الإبل فالأفراس في المعروف تركبها جميع الطوائف من عجم و عرب و الهجن لا يستعملها إلا العرب و العرب أرباب الفصاحة و الحماسة و الكرم و لما كانت هذه الصفات غالبة على هذه الطائفة سميناهم بالركبان فمنهم من يركب نجب الهمم و منهم من يركب نجب الأعمال فلذلك جعلناهم طبقتين أولى و ثانية و هؤلاء أصحاب الركبان هم الأفراد في هذه الطريقة فإنهم رضي اللّٰه عنهم على طبقات فمنهم الأقطاب و منهم الأئمة و منهم الأوتاد و منهم الأبدال و منهم النقباء و منهم النجباء و منهم الرجبيون و منهم الأفراد و ما منهم طائفة إلا و قد رأيت منهم و عاشرتهم ببلاد المغرب و ببلاد الحجاز و الشرق فهذا الباب مختص بالإفراد و هي طائفة خارجة عن حكم القطب وحدها ليس للقطب فيهم تصرف و لهم من الأعداد من الثلاثة إلى ما فوقها من الأفراد ليس لهم و لا لغيرهم فيما دون الفرد الأول الذي هو الثلاثة قدم فإن الأحدية و هو الواحد لذات الحق و الاثنان للمرتبة و هو توحيد الألوهية و الثلاثة أول وجود الكون عن اللّٰه فالأفراد في الملائكة الملائكة المهيمون في جمال اللّٰه و جلاله الخارجون عن الأملاك المسخرة و المدبرة اللذين هما في عالم التدوين و التسطير و هم من القلم و العقل إلى ما دون ذلك و الأفراد من الإنس مثل المهيمة من الأملاك فأول الأفراد الثلاثة و

قد قال صلى اللّٰه عليه و سلم الثلاثة ركب فأول الركب الثلاثة إلى ما فوق ذلك

[ما للأفراد من الحضرات و الأسماء و المواد]

و لهم من الحضرات الإلهية الحضرة الفردانية و فيها يتميزون و من الأسماء الإلهية الفرد و المواد الواردة على قلوبهم من المقام الذي ترد منه على الأملاك المهيمة و لهذا يجهل مقامهم و ما يأتون به مثل ما أنكر موسى عليه السلام على خضر مع شهادة اللّٰه فيه لموسى عليه السلام و تعريفه بمنزلته و تزكية اللّٰه إياه و أخذه العهد عليه إذ أراد صحبته و لما علم الخضر أن موسى عليه السلام ليس له ذوق في المقام الذي هو الخضر عليه كما إن الخضر ليس له ذوق فيما هو موسى عليه من العلم الذي علمه اللّٰه إلا أن مقام الخضر لا يعطي الاعتراض على أحد من خلق اللّٰه لمشاهدة خاصة هو عليها و مقام موسى و الرسل يعطي الاعتراض من حيث هم رسل لا غير في كل ما يرونه خارجا عما أرسلوا به و دليل ما ذهبنا إليه في هذا قول الخضر لموسى عليه السلام وَ كَيْفَ تَصْبِرُ عَلىٰ مٰا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً فلو كان الخضر نبيا لما قال له مٰا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً فالذي فعله لم يكن من مقام النبوة و قال له في انفراد كل واحد منهما بمقامه الذي هو عليه

قال الخضر لموسى عليه السلام يا موسى أنا على علم علمنيه اللّٰه لا تعلمه أنت و أنت على علم علمكه اللّٰه لا أعلمه أنا و افترقا و تميزا بالإنكار

[الأفراد لهم الأولية في الأمور]

فالإنكار ليس من شأن الأفراد فإن لهم الأولية في الأمور فهم ينكر عليهم و لا ينكرون قال الجنيد لا يبلغ أحد درج الحقيقة حتى يشهد فيه ألف صديق بأنه زنديق و ذلك لأنهم يعلمون من اللّٰه ما لا يعلمه غيرهم

[الأفراد هم أصحاب العلم الباطن]

و هم أصحاب العلم الذي كان

يقول فيه علي بن أبي طالب رضي

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست