responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 187

رجل من شيوخنا و هو علي بن عبد اللّٰه بن جامع من أصحاب علي المتوكل و أبي عبد اللّٰه قضيب البان كان يسكن بالمقلى خارج الموصل في بستان له و كان الخضر قد ألبسه الخرقة بحضور قضيب البان و ألبسنيها الشيخ بالموضع الذي ألبسه فيه الخضر من بستانه و بصورة الحال التي جرت له معه في إلباسه إياها و قد كنت لبست خرقة الخضر بطريق أبعد من هذا من يد صاحبنا تقي الدين عبد الرحمن بن علي بن ميمون بن أب التوزري و لبسها هو من يد صدر الدين شيخ الشيوخ بالديار المصرية و هو ابن حمويه و كان جده قد لبسها من يد الخضر و من ذلك الوقت قلت بلباس الخرقة و ألبستها الناس لما رأيت الخضر قد اعتبرها و كنت قبل ذلك لا أقول بالخرقة المعروفة الآن فإن الخرقة عندنا إنما هي عبارة عن الصحبة و الأدب و التخلق و لهذا لا يوجد لباسها متصلا برسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و لكن توجد صحبة و أدبا و هو المعبر عنه بلباس التقوى فجرت عادة أصحاب الأحوال إذا رأوا أحدا من أصحابهم عنده نقص في أمر ما و أرادوا أن يكملوا له حاله يتحد به هذا الشيخ فإذا اتحد به أخذ ذلك الثوب الذي عليه في حال ذلك الحال و نزعه و أفرغه على الرجل الذي يريد تكملة حاله فيسري فيه ذلك الحال فيكمل له ذلك فذلك هو اللباس المعروف عندنا و المنقول عن المحققين من شيوخنا

[مراتب رجال اللّٰه في فهم مراتب القرآن]

ثم اعلم أن رجال اللّٰه على أربع مراتب رجال لهم الظاهر و رجال لهم الباطن و رجال لهم الحد و رجال لهم المطلع فإن اللّٰه سبحانه لما أغلق دون الخلق باب النبوة و الرسالة أبقى لهم باب الفهم عن اللّٰه فيما أوحى به إلى نبيه صلى اللّٰه عليه و سلم في كتابه العزيز و

كان علي بن أبي طالب رضي اللّٰه عنه يقول إن الوحي قد انقطع بعد رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و ما بقي بأيدينا إلا أن يرزق اللّٰه عبدا فهما في هذا القرآن و قد أجمع أصحابنا أهل الكشف على صحة خبر

عن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم أنه قال في آي القرآن إنه ما من آية إلا و لها ظاهر و باطن و حد و مطلع و لكل مرتبة من هذه المراتب رجال و لكل طائفة من هؤلاء الطوائف قطب و على ذلك القطب يدور فلك ذلك الكشف دخلت على شيخنا أبي محمد عبد اللّٰه الشكاز من أهل باغة بأغرناطة سنة خمس و تسعين و خمسمائة و هو من أكبر من لقيته في هذا الطريق لم أر في طريقه مثله في الاجتهاد فقال لي الرجال أربعة رِجٰالٌ صَدَقُوا مٰا عٰاهَدُوا اللّٰهَ عَلَيْهِ و هم رجال الظاهر و رِجٰالٌ لاٰ تُلْهِيهِمْ تِجٰارَةٌ وَ لاٰ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّٰهِ و هم رجال الباطن جلساء الحق تعالى و لهم المشورة و رجال الأعراف و هم رجال الحد قال اللّٰه تعالى وَ عَلَى الْأَعْرٰافِ رِجٰالٌ أهل الشم و التمييز و السراح عن الأوصاف فلا صفة لهم كان منهم أبو يزيد البسطامي و رجال إذا دعاهم الحق إليه يأتونه رجالا لسرعة الإجابة لا يركبون وَ أَذِّنْ فِي النّٰاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجٰالاً و هم رجال المطلع فرجال الظاهر هم الذين لهم التصرف في عالم الملك و الشهادة و هم الذين كان يشير إليهم الشيخ محمد بن قائد الأواني و هو المقام الذي تركه الشيخ العاقل أبو السعود بن الشبل البغدادي أدبا مع اللّٰه أخبرني أبو البدر التماشكي البغدادي رحمه اللّٰه قال لما اجتمع محمد بن قائد الأواني و كان من الأفراد بأبي السعود هذا قال له يا أبا السعود إن اللّٰه قسم المملكة بيني و بينك فلم لا تتصرف فيها كما أتصرف أنا فقال له أبو السعود يا ابن قائد و هبتك سهمي نحن تركنا الحق يتصرف لنا و هو قوله تعالى فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً فامتثل أمر اللّٰه فقال لي أبو البدر قال لي أبو السعود إني أعطيت التصرف في العالم منذ خمس عشرة سنة من تاريخ قوله فتركته و ما ظهر علي منه شيء و أما رجال الباطن فهم الذين لهم التصرف في عالم الغيب و الملكوت فيستنزلون الأرواح العلوية بهممهم فيما يريدونه و أعني أرواح الكواكب لا أرواح الملائكة و إنما كان ذلك لمانع إلهي قوي يقتضيه مقام الأملاك أخبر اللّٰه به في قول جبريل عليه السلام لمحمد صلى اللّٰه عليه و سلم فقال وَ مٰا نَتَنَزَّلُ إِلاّٰ بِأَمْرِ رَبِّكَ و من كان تنزله بأمر ربه لا تؤثر فيه الخاصية و لا ينزل بها نعم أرواح الكواكب تستنزل بالأسماء و البخورات و أشباه ذلك لأنه تنزل معنوي و لمن يشاهد فيه صورا خيالي فإن ذات الكواكب لا تبرح من السماء مكانها و لكن قد جعل اللّٰه لمطارح شعاعاتها في عالم الكون و الفساد تأثيرات معتادة عند العارفين بذلك كالري عند شرب الماء و الشبع عند الأكل و نبات الحبة عند دخول الفصل بنزول المطر و الصحو حكمة أودعها العليم الحكيم جل و عز فيفتح لهؤلاء الرجال في باطن الكتب المنزلة و الصحف المطهرة و كلام العالم كله و نظم الحروف و الأسماء من جهة معانيها ما لا يكون لغيرهم اختصاصا إلهيا و أما رجال الحد فهم الذين لهم التصرف في عالم الأرواح النارية عالم البرزخ

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست