responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 185

صاحبا و نابعا من هذا الوجه و هو عليه السلام من هذا الوجه خاتم الأولياء فكان من شرف النبي صلى اللّٰه عليه و سلم إن ختم الأولياء في أمته نبي رسول مكرم هو عيسى عليه السلام و هو أفضل هذه الأمة المحمدية و قد نبه عليه الترمذي الحكيم في كتاب ختم الأولياء له و شهد له بالفضيلة على أبي بكر الصديق و غيره فإنه و إن كان وليا في هذه الأمة و الملة المحمدية فهو نبي و رسول في نفس الأمر فله يوم القيامة حشران يحشر في جماعة الأنبياء و الرسل بلواء النبوة و الرسالة و أصحابه تابعون له فيكون متبوعا كسائر الرسل و يحشر أيضا معنا وليا في جماعة أولياء هذه الأمة تحت لواء محمد صلى اللّٰه عليه و سلم تابعا له مقدما على جميع الأولياء من عهد آدم إلى آخر و لي يكون في العالم فجمع اللّٰه له بين الولاية و النبوة ظاهرا و ما في الرسل يوم القيامة من يتبعه رسول إلا محمد صلى اللّٰه عليه و سلم فإنه يحشر يوم القيامة في أتباعه عيسى و الياس عليهما السلام و إن كان كل من في الموقف من آدم فمن دونه تحت لوائه صلى اللّٰه عليه و سلم فذلك لواؤه العام و كلامنا في اللواء الخاص بأمته صلى اللّٰه عليه و سلم

[ختم الولاية المحمدية الخاصة]

و للولاية المحمدية المخصوصة بهذا الشرع المنزل على محمد صلى اللّٰه عليه و سلم ختم خاص هو في الرتبة دون عيسى عليه السلام لكونه رسولا و قد ولد في زماننا و رأيته أيضا و اجتمعت به و رأيت العلامة الختمية التي فيه فلا ولي بعده إلا و هو راجع إليه كما أنه لا نبي بعد محمد صلى اللّٰه عليه و سلم إلا و هو راجع إليه كعيسى إذا نزل فنسبة كل ولي يكون بعد هذا الختم إلى يوم القيامة نسبة كل نبي يكون بعد محمد صلى اللّٰه عليه و سلم في النبوة كإلياس و عيسى و الخضر في هذه الأمة و بعد أن بينت لك مقام عيسى عليه السلام إذا نزل فقل ما شئت إن شئت قلت شريعتين لعين واحدة و إن شئت قلت شريعة واحدة

(وصل) [القلوب المتعشقة بالأنفاس الرحمانية]

و أما القلوب المتعشقة بالأنفاس فإنه لما كانت خزائن الأرواح الحيوانية تعشقت بالأنفاس الرحمانية للمناسبة قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم إن نفس الرحمن يأتيني من قبل اليمن ألا و إن الروح الحيواني نفس و إن أصل هذه الأنفاس عند القلوب المتعشق بها النفس الرحماني الذي من قبل اليمن لمن أخرج عن وطنه و حيل بينه و بين مسكنه و سكنه ففيها تفريج الكرب و دفع النوب و

قال صلى اللّٰه عليه و سلم إن لله نفحات فتعرضوا لنفحات ربكم و تنتهي منازل هذه الأنفاس في العدد إلى ثلاثمائة نفس و ثلاثين نفسا في كل منزل من منازلها التي جملتها الخارج من ضرب ثلاثمائة و ثلاثين في ثلاثمائة و ثلاثين فما خرج فهو عدد الأنفاس التي تكون من الحق من اسمه الرحمن في العالم البشري و الذي أ تحققه أن لها منازل تزيد على هذا المقدار مائتين منزلا في حضرة الفهوانية خاصة فإذا ضربت ثلاثمائة و ثلاثين في خمسمائة و ثلاثين فما خرج لك بعد الضرب فهو عدد الأنفاس الرحمانية في العالم الإنساني كل نفس منها علم إلهي مستقل عن تجل إلهي خاص لهذه المنازل لا يكون لغيرها فمن شم من هذه الأنفاس رائحة عرف مقدارها و ما رأيت من أهلها من هو معروف عند الناس و أكثر ما يكونون من بلاد الأندلس و اجتمعت بواحد منهم بالبيت المقدس و بمكة فسألته يوما في مسألة فقال لي هل تشم شيئا فعلمت أنه من أهل ذلك المقام و خدمني مدة و كان لي عم أخو والدي شقيقة اسمه عبد اللّٰه بن محمد بن العربي كان له هذا المقام حسا و معنى شاهدنا ذلك منه قبل رجوعنا لهذا الطريق في زمان جاهليتي وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب الخامس و العشرون»
في معرفة وتد مخصوص معمر

و أسرار الأقطاب المختصين بأربعة أصناف من العلوم و سر المنزل و المنازل و من دخله من العالم

إن الأمور لها حد و مطلع من بعد ظهر و بطن فيه تجتمع
في الواحد العين سر ليس يعلمه إلا مراتب أعداد بها تقع
هو الذي أبرز الأعداد أجمعها و هو الذي ما له في العد متسع
مجاله ضيق رحب فصورته كناظر في مراء حين ينطبع
فما تكثر إذ أعطت مراتبه تكثرا فهو بالتنزيه يمتنع
كذلك الحق إن حققت صورته بنفسه و بكم تعلو و تتضع

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست