responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 176

من بتوقعه ثم إنه يتوقع ظهوره في عالم الشهادة فيكون أقرب في التناول و هو قوله قُطُوفُهٰا دٰانِيَةٌ أي قريبة ليد القاطف يقول احفظ طريق الاعتدال لا تنحرف عنه و الاعتدال هنا ملازمتك حقيقتك لا تخرج عنها كما خرج المتكبرون و من كان برزخا بين الطرفين كان له الاستشراف عليهما فإذا مال إلى أحدهما غاب عن الآخر

(منزل
البركات)

و هو أيضا يشتمل على منزلين على منزل الجمع و التفرقة و منزل الخصام البرزخى و هو منزل الملك و القهر و فيه قلت

لمنازل البركات نور يسطع و له بحبات القلوب توقع
فيها المزيد لكل طالب مشهد و لها إلى نفس الوجود تطلع
فإذا تحقق سر طالب حكمة بحقائق البركات شد المطلع
فالحمد لله الذي في كونه أعيانه مشهودة تتسمع
البركات الزيادة و هي من نتائج الشكر و ما سمي الحق نفسه تعالى بالاسم الشاكر و الشكور إلا لنزيد في العمل الذي شرع لنا أن نعمل به كما يزيد الحق النعم بالشكر منا فكل نفس متطلعة للزيادة يقول و إذا تحقق طالب الحكم الزيادة انفرد بأمور يجهد أن لا يشاركه فيها أحد لتكون الزيادة من ذلك النوع و صاحب هذا المقام تكون حاله المراقبة للحال الذي يطلبه

(منزل الأقسام و الإيلاء)

و هذا المنزل يشتمل على منازل منها منزل الفهوانيات الرحمانية و منزل المقاسم الروحانية و منزل الرقوم و منزل مساقط النور و منزل الشعراء و منزل المراتب الروحانية و منزل النفس الكلية و منزل القطب و منزل انفهاق الأنوار على عالم الغيب و منزل مراتب النفس الناطقة و منزل اختلاف الطرق و منزل المودة و منزل علوم الإلهام و منزل النفوس الحيوانية و منزل الصلاة الوسطى و في هذا قلت

منازل الأقسام في العرض أحكامها في عالم الأرض
تجري بأفلاك السعود على من قام بالسنة و الفرض
و علمها وقف على عينها و حكمها في الطول و العرض
يقول القسم نتيجة التهمة و الحق يعامل الخلق من حيث ما هم عليه لا من حيث ما هو عليه و لهذا لم يول الحق تعالى للملائكة لأنهم ليسوا من عالم التهمة و ليس لمخلوق أن يقسم بمخلوق و هو مذهبنا و إن أقسم بمخلوق عندنا فهو عاص و لا كفارة عليه إذا حنث و عليه التوبة مما وقع فيه لا غير و إنما أقسم الحق بنفسه حين أقسم بذكر المخلوقات و حذف الاسم يدل على ذلك إظهار الاسم في مواضع من الكتاب العزيز مثل قوله فَوَ رَبِّ السَّمٰاءِ وَ الْأَرْضِ ... بِرَبِّ الْمَشٰارِقِ وَ الْمَغٰارِبِ فكان ذلك أعلاما في المواضع التي لم يجر للاسم ذكر ظاهر أنه غيب هنالك لأمر أراده سبحانه في ذلك يعرقه من عرفه الحق ذلك من نبي و ولي ملهم فإن القسم دليل على تعظيم المقسم به و لا شك أنه قد ذكر في القسم من يبصر و من لا يبصر فدخل في ذلك الرفيع و الوضيع و المرضى عنه و المغضوب عليه و المحبوب و الممقوت و المؤمن و الكافر و الموجود و المعدوم و لا يعرف منازل الأقسام إلا من عرف عالم الغيب فيغلب على الظن أن الاسم الإلهي هنا مضمر و قد عرفناك إن عالم الغيب هو الطول و عالم الشهادة هو العرض

(منزل الإنية)

و يشتمل على منازل منها منزل سليمان ع دون غيره من الأنبياء و منزل الستر الكامل و منزل اختلاف المخلوقات و منزل الروح و منزل العلوم و فيه أقول

إنية قدسية مشهودة لوجودها عند الرجال منازل
تفني الكيان إذا تجلت صورة في سورة أعلامها تتفاضل
و تريك فيك وجودها بنعوتها خلف الظلال وجودها لك شامل
يقول إن الحقيقة الإلهية المعنوية بنعوت التنزيه إذا شوهدت تفني كل عين سواها و إن تفاضلت مشاهدها في الشخص الواحد بحسب أحواله و في الأشخاص لاختلاف أحوالهم لما أعطت الحقيقة أنه لا يشهد الشاهد منا إلا نفسه كما لا تشهد هي منا إلا نفسها فكل حقيقة للأخرى مرآة المؤمن مرآة أخيه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ

(منزل الدهور)

يحتوي

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست