responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 175



يحوي على عين الحوادث حكمه و يمده اللّٰه الكريم الفاعل
ما بينه نسب و بين إلهه إلا التعلق و الوجود الحاصل
لا تسمعن مقالة من جاهل مبني الوجود حقائق و أباطل
مبني الوجود حقائق مشهودة و سوى الوجود هو المحال الباطل
يقول لابتداء الأكوان شواهد فيها إنها لم تكن لأنفسها ثم كانت و له الضمير يعود على الابتداء إذا حط الركاب أي إذا تتبعته من أين جاء وجدته من عند من أوجده و لذلك كان له البقاء قال تعالى وَ مٰا عِنْدَ اللّٰهِ بٰاقٍ فإذا حططت عنده عرفت منزلته منه الذي كان فيها إذ لم يكن لنفسه و تلك منزل الأولية الإلهية في قوله هو الأول و من هذه الأولية صدر ابتداء الكون و منه تستمد الحوادث كلها و هو الحاكم فيها و هي الجارية على حكمه و نفي النسب عنه فإن أولية الحق تمد أولية العبد و ليس لأولية الكون إمداد لشيء فما ثم نسب إلا العناية و لا سبب إلا الحكم و لا وقت غير الأزل هذا مذهب القوم و ما بقي مما لم يدخل تحت حصر هذه الثلاثة فعمى و تلبيس هكذا صرح به صاحب محاسن المجالس و قول من قال مبني الوجود حقائق و أباطل ليس بصحيح فإن الباطل هو العدم و هو صحيح فإن الوجود المستفاد في حكم العدم و الوجود الحق من كان وجوده لنفسه و كل عدم وجد فما وجد إلا من وجود كان موصوفا به لغيره لا لنفسه و الذي استفاد هو الوجود لعينه و أما المحال الباطل فهو الذي لا وجود له لا لنفسه و لا من غيره

(منزل التنزيه)

هذا المنزل يشتمل على منازل منها منزل الشكر و منزل البأس و منزل النشر و منزل النصر و الجمع و منزل الربح و الخسران و الاستحالات و لنا في هذا

لمنازل التنزيه و التقديس سر مقول حكمه معقول
علم يعود على المنزه حكمه فردوس قدس روضة مطلول
فمنزه الحق المبين مجوز ما قاله فمرامه تضليل
يقول المنزه على الحقيقة من هو نزيه لنفسه و إنما ينزه من يجوز عليه ما ينزه عنه و هو المخلوق فلهذا يعود التنزيه على المنزه

قال صلى اللّٰه عليه و سلم إنما هي أعمالكم ترد عليكم فمن كان عمله التنزيه عاد عليه تنزيهه فكان محله منزها عن أن يقوم به اعتقاد ما لا ينبغي أن يكون الحق عليه و من هنا قال من قال سبحاني تعظيما لجلال اللّٰه تعالى و لهذا قال روضة مطلول و هو نزول التنزيه إلى محل العبد المنزه خالقه وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

(منزل التقريب هذا المنزل يشتمل على منزلين منزل خرق العوائد و منزل أحدية كن و فيه أنشدت)



لمنازل التقريب شرط يعلم و لها على ذات الكيان تحكم
فإذا أتى شرط القيامة و استوى جبارها خضع الوجود و يخدم
هيهات لا تجني النفوس ثمارها إلا التي فعلت و أنت مجسم
يقول إن التقريب من صفات المحدثات لأنها تقبل التقريب و ضده و الحق هو القريب و إن كان قد وصف نفسه بأنه يتقرب و المصدر منه التقريب و التقرب و لما قال شرط يعلم و هو قبول التأثير قال و لا يعرف و ينكشف الأمر عموما إلا في الآخرة و قال و النفوس ما لها جنى إلا ما غرسته في حياتها الدنيا من خير أو شر فلها التقريب من أعمالها فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ

(منزل التوقع)

و هذا المنزل أيضا يشتمل على منزلين منزل الطريق الإلهي و منزل السمع و فيه نظمت

ظهرت منازل للتوقع بادية و قطوفها ليد المقرب دانية
فاقطف من أغصان الدنو ثمارها لا تقطفن من الغصون العادية
لا تخرجن عن اعتدالك و الزمن وسط الطريق تر الحقائق بادية
يقول ما يتوقعه الإنسان قد ظهر لأنه ما يتوقع شيئا إلا و له ظهور عنده في باطنه فقد برز من غيبه الذي يستحقه إلى باطن

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست