responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 167

الشهوات الطبيعية الصارفة عن النظر الصحيح و اقتناء العلوم الإلهية فيأخذ في الشروع في ذلك فهذا أيضا سبب نقص العلوم و لا أعني بالعلوم التي يكون النقص منها عيبا في الإنسان إلا العلوم الإلهية و إلا فالحقيقة تعطي أنه ما ثم نقص قط و أن الإنسان في زيادة علم أبدا دائما من جهة ما تعطيه حواسه و تقلبات أحواله في نفسه و خواطره فهو في مزيد علوم لكن لا منفعة فيها و الظن و الشك و النظر و الجهل و الغفلة و النسيان كل هذا و أمثاله لا يكون معها العلم بما أنت فيه بحكم الظن أو الشك أو النظر أو الجهل أو الغفلة أو النسيان و

[علوم التجلي:نقصها و زيادتها]

أما نقص علوم التجلي و زيادتها فالإنسان على إحدى حالتين خروج الأنبياء بالتبليغ أو الأولياء بحكم الوراثة النبوية كما قيل لأبي يزيد حين خلع عليه خلع النيابة و قال له اخرج إلى خلقي بصفتي فمن رآك رآني فلم يسعه إلا امتثال أمر ربه فخطا خطوة إلى نفسه من ربه فغشي عليه فإذا النداء ردوا على حبيبي فلا صبر له عني فإنه كان مستهلكا في الحق كأبي عقال المغربي فرد إلى مقام الاستهلاك فيه الأرواح الموكلة به المؤيدة له لما أمر بالخروج فرد إلى الحق و خلعت عليه خلع الذلة و الافتقار و الانكسار فطاب عيشه و رأى ربه فزاد أنسه و استراح من حمل الأمانة المعارة التي لا بد له أن تؤخذ منه

[معراج الإنسان في سلم العرفان]

و الإنسان من وقت رقية في سلم المعراج يكون له تجل إلهي بحسب سلم معراجه فإنه لكل شخص من أهل اللّٰه سلم يخصه لا يرقى فيه غيره و لو رقى أحد في سلم أحد لكانت النبوة مكتسبة فإن كل سلم يعطي لذاته مرتبة خاصة لكل من رقى فيه و كانت العلماء ترقي في سلم الأنبياء فتنال النبوة برقيها فيه و الأمر ليس كذلك و كان يزول الاتساع الإلهي بتكرار الأمر و قد ثبت عندنا أنه لا تكرار في ذلك الجناب غير إن عدد درج المعالي كلها الأنبياء و الأولياء و المؤمنون و الرسل على السواء لا يزيد سلم على سلم درجة واحدة فالدرجة الأولى الإسلام و هو الانقياد و آخر الدرج الفناء في العروج و البقاء في الخروج و بينهما ما بقي و هو الايمان و الإحسان و العلم و التقديس و التنزيه و الغني و الفقر و الذلة و العزة و التلوين و التمكين في التلوين و الفناء إن كنت خارجا و البقاء إن كنت داخلا إليه و في كل درج في خروجك عنه ينقص من باطنك بقدر ما يزيد في ظاهرك من علوم التجلي إلى أن تنتهي إلى آخر درج فإن كنت خارجا و وصلت إلى آخر درج ظهر بذاته في ظاهرك على قدرك و كنت له مظهرا في خلقه و لم يبق في باطنك منه شيء أصلا و زالت عنك تجليات الباطن جملة واحدة فإذا دعاك إلى الدخول إليه فهي أول درج يتجلى لك في باطنك بقدر ما ينقص من ذلك التجلي في ظاهرك إلى أن تنتهي إلى آخر درج فيظهر على باطنك بذاته و لا يبقى في ظاهرك تجل أصلا و سبب ذلك أن لا يزال العبد و الرب معا في كمال وجود كل واحد لنفسه فلا يزال العبد عبدا و الرب ربا مع هذه الزيادة و النقص فهذا هو سبب زيادة علوم التجليات و نقصها في الظاهر و الباطن و سبب ذلك التركيب و لهذا كان جميع ما خلقه اللّٰه و أوجده في عينه مركبا له ظاهر و له باطن و الذي نسمعه من البسائط إنما هي أمور معقولة لا وجود لها في أعيانها فكل موجود سوى اللّٰه تعالى مركب هذا أعطانا الكشف الصحيح الذي لا مرية فيه و هو الموجب لاستصحاب الافتقار له فإنه وصف ذاتي له فإن فهمت فقد أوضحنا لك المنهاج و نصبنا لك المعراج فاسلك و أعرج تبصر و تشاهد ما بيناه لك و لما عينا لك درج المعارج ما أبقينا لك في النصيحة التي أمرنا بها رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم فإنه لو وصفنا لك الثمرات و النتائج و لم نعين لك الطريق إليها لشوقناك إلى أمر عظيم لا تعرف الطريق الموصل إليه فو الذي نفسي بيده أنه لهو المعراج وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب العشرون في العلم العيسوى و من أين جاء و إلى أين ينتهي و كيفيته و هل تعلق بطول العالم أو بعرضه أو بهما»



علم عيسى هو الذي جهل الخلق قدره
كان يحيى به الذي كانت الأرض قبره
قاوم النفخ إذن من غاب فيه و أمره
شأن لاهوته الذي كان في الغيب صهره
هو روح ممثل أظهر اللّٰه سره

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست