responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 165

فطلب ما هو فأداه النظر إلى أن يستكشف عن الأسماء الإلهية هل لها أعيان أو هل هي نسب حتى يرى رجوع الآثار هل ترجع إلى أمر وجودي أو عدمي فلما نظر رأى أنه ليس الأسماء أعيانا موجودة و إنما هي نسب فرأى مستند الآثار إلى أمر عدمي فقال المتهجد قصارى الأمر أن يكون رجوعي إلى أمر عدمي فأمعن النظر في ذلك و رأى نفسه مولدا من قيام و نوم و رأى النوم رجوع النفس إلى ذاتها و ما تطلبه و رأى القيام حق اللّٰه عليه فلما كانت ذاته مركبة من هذين الأمرين نظر إلى الحق من حيث ذات الحق فلاح له إن الحق إذا انفرد بذاته لذاته لم يكن العالم و إذا توجه إلى العالم ظهر عين العالم لذلك التوجه فرأى إن العالم كله موجود عن ذلك التوجه المختلف النسب و رأى المتهجد ذاته مركبة من نظر الحق لنفسه دون العالم و هو حالة النوم للنائم و من نظره إلى العالم و هو حالة القيام لأداء حق الحق عليه فعلم إن سبب وجود عينه أشرف الأسباب حيث استند من وجه إلى الذات معراة عن نسب الأسماء التي تطلب العالم إليه فتحقق إن وجوده أعظم الوجود و أن علمه أسنى العلوم و حصل له مطلوبه و هو كان غرضه و كان سبب ذلك انكساره و فقره فقال في قضاء وطره من ذلك متمثلا

رب ليل بتة ما أتى فجره حتى انقضى وطري
من مقام كنت أعشقه بحديث طيب الخبر
و قال في الأسماء

لم أجد للاسم مدلولا غير من قد كان مفعولا
ثم أعطتنا حقيقته كونه للعقل معقولا
فتلفظنا به أدبا و اعتقدنا الأمر مجهولا
و كان قدر علمه في العلوم قدر معلومه و هو الذات في المعلومات فيتعلق بعلم التهجد علم جميع الأسماء كلها و أحقها به الاسم القيوم الذي لا تأخذه سنة و لا نوم و هو العبد في حال مناجاته فيعلم الأسماء على التفصيل أي كل اسم جاء علم ما يحوي عليه من الأسرار الوجودية و غير الوجودية على حسب ما تعطيه حقيقة ذلك الاسم و مما يتعلق بهذه الحالة من العلوم علم البرزخ و علم التجلي الإلهي في الصور و علم سوق الجنة و علم تعبير الرؤيا لا نفس الرؤيا من جهة من يراها و إنما هي من جانب من ترى له فقد يكون الرائي هو الذي رآها لنفسه و قد يراها له غيره و العابر لها هو الذي له جزء من أجزاء النبوة حيث علم ما أريد بتلك الصورة و من هو صاحب ذلك المقام

[المتهجد: حظه من المقام المحمود]

و اعلم أن المقام المحمود الذي للمتهجد يكون لصاحبه دعاء معين و هو قول اللّٰه تعالى لنبيه صلى اللّٰه عليه و سلم يأمره به وَ قُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ يعني لهذا المقام فإنه موقف خاص بمحمد يحمد اللّٰه فيه بمحامد لا يعرفها إلا إذا دخل ذلك المقام وَ أَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ أي إذا انتقل عنه إلى غيره من المقامات و المواقف أن تكون العناية به معه في خروجه منه كما كانت معه في دخوله إليه وَ اجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطٰاناً نَصِيراً من أجل المنازعين فيه فإن المقام الشريف لا يزال صاحبه محسودا و لما كانت النفوس لا تصل إليه رجعت تطلب وجها من وجوه القدح فيه تعظيما لحالهم التي هم عليها حتى لا ينسب النقص إليهم عن هذا المقام الشريف فطلب صاحب هذا المقام النصرة بالحجة التي هي السلطان على الجاحدين شرف هذه المرتبة وَ قُلْ جٰاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْبٰاطِلُ إِنَّ الْبٰاطِلَ كٰانَ زَهُوقاً ... وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب التاسع عشر»
في سبب نقص العلوم و زيادتها

و قوله تعالى وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً و

قوله صلى اللّٰه عليه و سلم إن اللّٰه لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور العلماء و لكن يقبضه بقبض العلماء

تجلى وجود الحق في فلك النفس دليل على ما في العلوم من النقص
و إن غاب عن ذاك التجلي بنفسه فهل مدرك إياه بالبحث و الفحص
و إن ظهرت للعلم في النفس كثرة فقد ثبت الستر المحقق بالنص

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست