responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 163

أحدية المشيئة فنسبته إلى الحق إذا وصف به إنما ذلك من حيث ما هو الممكن عليه لا من حيث ما هو الحق عليه قال تعالى وَ لٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي و قال تعالى أَ فَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذٰابِ و قال مٰا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ و ما أحسن ما تمم به هذه الآية وَ مٰا أَنَا بِظَلاّٰمٍ لِلْعَبِيدِ و هنا نبه على سر القدر و به كانت الحجة البالغة لله على خلقه و هذا هو الذي يليق بجناب الحق و الذي يرجع إلى الكون وَ لَوْ شِئْنٰا لَآتَيْنٰا كُلَّ نَفْسٍ هُدٰاهٰا فما شئنا و لكن استدراك للتوصيل فإن الممكن قابل للهداية و الضلالة من حيث حقيقته فهو موضع الانقسام و عليه يرد التقسيم و في نفس الأمر ليس لله فيه إلا أمر واحد و هو معلوم عند اللّٰه من جهة حال الممكن

«مسألة» [معقول الاختراع]

ظاهر معقول الاختراع عدم المثال في الشاهد كيف يصح الاختراع في أمر لم يزل مشهودا له تعالى معلوما كما قررناه في علم اللّٰه بالأشياء في كتاب المعرفة بالله

«مسألة» [في الأسماء الإلهية]

الأسماء الإلهية نسب و إضافات ترجع إلى عين واحدة إذ لا يصح هناك كثرة بوجود أعيان فيه كما زعم من لا علم له بالله من بعض النظار و لو كانت الصفات أعيانا زائدة و ما هو إله إلا بها لكانت الألوهية معلولة بها فلا يخلو أن تكون هي عين الإله فالشيء لا يكون علة لنفسه أو لا تكون فالله لا يكون معلولا لعلة ليست عينه فإن العلة متقدمة على المعلول بالرتبة فيلزم من ذلك افتقار الإله من كونه معلولا لهذه الأعيان الزائدة التي هي علة له و هو محال ثم إن الشيء المعلول لا يكون له علتان و هذه كثيرة و لا يكون إلها إلا بها فبطل أن تكون الأسماء و الصفات أعيانا زائدة على ذاته تعالى اللّٰه عما يقول الظالمون علوا كبيرا

«مسألة» [الصورة في المرآة جسد برزخي]

الصورة في المرآة جسد برزخي كالصورة التي يراها النائم إذا وافقت الصورة الخارجة و كذلك الميت و المكاشف و صورة المرآة أصدق ما يعطيه البرزخ إذا كانت المرآة على شكل خاص و مقدار جرم خاص فإن لم تكن كذلك لم تصدق في كل ما تعطيه بل تصدق في البعض و اعلم أن أشكال المرائي تختلف فتختلف الصور فلو كان النظر بالانعكاس إلى المرئيات كما يراه بعضهم لأدركها الرائي على ما هي عليه من كبر جرمها و صغره و نحن نبصر في الجسم الصقيل الصغير الصورة المرئية الكبيرة في نفسها صغيرة و كذلك الجسم الكبير الصقيل يكبر الصورة في عين الرائي و يخرجها عن حدها و كذلك العريض و الطويل و المتموج فاذن ليست الانعكاسات تعطي ذلك فلم يتمكن أن نقول إلا أن الجسم الصقيل أحد الأمور التي تعطي صور البرزخ و لهذا لا تتعلق الرؤية فيها إلا بالمحسوسات فإن الخيال لا يمسك إلا ما له صورة محسوسة أو مركب من أجزاء محسوسة تركبها القوة المصورة فتعطي صورة لم يكن لها في الحس وجود أصلا لكن أجزاء ما تركبت منه محسوسة لهذا الرائي بلا شك

«مسألة» [في الإنسان الكامل]

أكمل نشأة ظهرت في الموجودات الإنسان عند الجميع لأن الإنسان الكامل وجد على الصورة لا الإنسان الحيوان و الصورة لها الكمال و لكن لا يلزم من هذا أن يكون هو الأفضل عند اللّٰه فهو أكمل بالمجموع فإن قالوا يقول اللّٰه لَخَلْقُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النّٰاسِ وَ لٰكِنَّ أَكْثَرَ النّٰاسِ لاٰ يَعْلَمُونَ و معلوم أنه لا يريد أكبر في الجرم و لكن يريد في المعنى قلنا له صدقت و لكن من قال إنها أكبر منه في الروحانية بل معنى السموات و الأرض من حيث ما يدل عليه كل واحدة منهما من طريق المعنى المنفرد من النظم الخاص لأجرامهما أكبر في المعنى من جسم الإنسان لا من كل الإنسان و لهذا يصدر عن حركات السموات و الأرض أعيان المولدات و التكوينات و الإنسان من حيث جرمه من المولدات و لا يصدر من الإنسان هذا و طبيعة العناصر من ذلك فلهذا كانا أكبر من خلق الإنسان إذ هما له كالأبوين و هو من الأمر الذي يتنزل بين السماء و الأرض و نحن إنما ننظر في الإنسان الكامل فنقول إنه أكمل و أما أفضل عند اللّٰه فذلك لله تعالى وحده فإن المخلوق لا يعلم ما في نفس الخالق إلا بإعلامه إياه

«مسألة» [في الصفات النفيسة]

ليس للحق صفة نفسية ثبوتية إلا واحدة لا يجوز أن يكون له اثنتان فصاعدا إذ لو كان لكانت ذاته مركبة منهما أو منهن و التركيب في حقه محال فإثبات صفة زائدة ثبوتية على واحدة محال

«مسألة» [نفي الصفات و نفي سرمدية العذاب]

لما كانت الصفات نسبا و إضافات و النسب أمور عدمية و ما ثم إلا ذات واحدة من جميع الوجوه لذلك جاز أن يكون العباد مرحومين في آخر الأمر و لا يسرمد عليهم عدم الرحمة إلى ما لا نهاية له إذ لا مكره له على ذلك و الأسماء و الصفات ليست أعيانا توجب حكما عليه في الأشياء فلا مانع من شمول الرحمة للجميع و لا سيما و قد ورد سبقها للغضب فإذا انتهى الغضب إليها كان الحكم لها فكان الأمر على ما قلناه لذلك قال تعالى و لو شاء ربك

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست