responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 160

العسل و السكر إذا وجده مرا فالمباشر للعضو القائم به قوة الذوق إنما هو المرة الصفراء فلذلك أدرك المرارة فالحس يقول أدركت مرارة و الحاكم إن أخطأ يقول هذا السكر مر و إن أصاب عرف العلة فلم يحكم على السكر بالمرارة و عرف ما أدركت القوة و عرف أن الحس الذي هو الشاهد مصيب على كل حال و أن القاضي يخطئ و يصيب

«فصل» [معرفة الحق من المنازل السفلية]

و أما معرفة الحق من هذا المنزل فاعلم إن الكون لا تعلق له بعلم الذات أصلا و إنما متعلقة العلم بالمرتبة و هو مسمى اللّٰه فهو الدليل المحفوظ الأركان الساد على معرفة الإله و ما يجب أن يكون عليه سبحانه من أسماء الأفعال و نعوت الجلال و بأية حقيقة يصدر الكون من هذه الذات المنعوتة بهذه المرتبة المجهولة العين و الكيف و عندنا لا خلاف في أنها لا تعلم بل يطلق عليها نعوت تنزيه صفات الحدث و أن القدم لها و الأزل الذي يطلق لوجودها إنما هي أسماء تدل على سلوب من نفي الأولية و ما يليق بالحدوث و هذا يخالفنا فيه جماعة من المتكلمين الأشاعرة و يتخيلون أنهم قد علموا من الحق صفة نفسية ثبوتية و هيهات أنى لهم بذلك و أخذت طائفة ممن شاهدناهم من المتكلمين كأبي عبد اللّٰه الكتاني و أبي العباس الأشقر و الضرير السلاوي صاحب الأرجوزة في علم الكلام على أبي سعيد الخراز و أبي حامد و أمثالهما في قولهم لا يعرف اللّٰه إلا اللّٰه و إنما اختلف أصحابنا في رؤية اللّٰه تعالى إذا رأيناه في الدار الآخرة بالأبصار ما الذي نرى و كلامهم فيه معلوم عند أصحابنا و قد أوردنا تحقيق ذلك في هذا الكتاب مفرقا في أبواب منازله و غيرها بطريق الإيماء لا بالتصريح فإنه مجال ضيق تقف العقول فيه لمناقضته أدلتها فهو المرئي سبحانه على الوجه الذي قاله و قاله رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و على ما أراده من ذلك فإن الناظرين فيما قاله و أوحي به إلينا اختلفوا في تأويله و ليس بعض الوجوه بأولى من بعض فتركنا الخوض في ذلك إذا الخلاف فيه لا يرتفع من العالم بكلامنا و لا بما نورده فيه

«فصل» [في مراتب الأوتاد و منازلهم]

و أما حديث الأوتاد الذي يتعلق معرفتهم بهذا الباب فاعلم إن الأوتاد الذين يحفظ اللّٰه بهم العالم أربعة لا خامس لهم و هم أخص من الأبدال و الإمامان أخص منهم و القطب هو أخص الجماعة و الأبدال في هذا الطريق لفظ مشترك يطلقون الأبدال على من تبدلت أوصافه المذمومة بالمحمودة و يطلقونه على عدد خاص و هم أربعون عند بعضهم لصفة يجتمعون فيها و منهم من قال عددهم سبعة و الذين قالوا سبعة منا من جعل السبعة الأبدال خارجين عن الأوتاد متميزين و منا من قال إن الأوتاد الأربعة من الأبدال فالأبدال سبعة و من هذه السبعة أربعة هم الأوتاد و اثنان هما الإمامان و واحد هو القطب و هذه الجملة هم الأبدال و قالوا سموا أبدالا لكونهم إذا مات واحد منهم كان الآخر بدله و يؤخذ من الأربعين واحد و تكمل الأربعون بواحد من الثلاثمائة و تكمل الثلاثمائة بواحد من صالحي المؤمنين و قيل سموا أبدالا لأنهم أعطوا من القوة أن يتركوا بدلهم حيث يريدون لأمر يقوم في نفوسهم على علم منهم فإن لم يكن على علم منهم فليس من أصحاب هذا المقام فقد يكون من صلحاء الأمة و قد يكون من الأفراد و هؤلاء الأوتاد الأربعة لهم مثل ما للابدال الذين ذكرناهم في الباب قبل هذا روحانية إلهية و روحانية إلية فمنهم من هو على قلب آدم و الآخر على قلب إبراهيم و الآخر على قلب عيسى و الآخر على قلب محمد عليهم السلام فمنهم من تمده روحانية إسرافيل و آخر روحانية ميكائيل و آخر روحانية جبريل و آخر روحانية عزرائيل و لكل و تدركن من أركان البيت فالذي على قلب آدم ع له الركن الشامي و الذي على قلب إبراهيم له الركن العراقي و الذي على قلب عيسى ع له الركن اليماني و الذي على قلب محمد صلى اللّٰه عليه و سلم له ركن الحجر الأسود و هو لنا بحمد اللّٰه و كان بعض الأركان في زماننا الربيع بن محمود المارديني الحطاب فلما مات خلفه شخص آخر و كان الشيخ أبو علي الهواري قد أطلعه اللّٰه عليهم في كشفه قبل أن يعرفهم و تحقق صورهم فما مات حتى أبصر منهم ثلاثة في عالم الحس أبصر ربيعا المارديني و أبصر الآخر و هو رجل فارسي و أبصرنا و لازمنا إلى أن مات سنة تسع و تسعين و خمسمائة أخبرني بذلك و قال لي ما أبصرت الرابع و هو رجل حبشي و اعلم أن هؤلاء الأوتاد يحوون على علوم جمة كثيرة فالذي لا بد لهم من العلم به و به يكونون أوتادا فما زاد من العلوم فمنهم من له خمسة عشر علما و منهم من له و لا بد ثمانية عشر علما و منهم من له أحد و عشرون علما و منهم من له أربعة و عشرون علما فإن أصناف العدد كثيرة هذا العدد من أصناف العلوم لكل واحد

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست