responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 156

و كل أثر سفلي في ركن الماء و الأرض فمن حركة فلك الزهرة و هو من الأمر الذي أوحى اللّٰه في كل سماء و هذه الآثار هي الأمر الإلهي الذي يتنزل بين السماء و الأرض و هو في كل ما يتولد بينهما بين السماء بما ينزل منها و بين الأرض بما تقبل من هذا النزول كما يقبل رحم الأنثى الماء من الرجل للتكوين و الهواء الرطب من الطير قال تعالى خَلَقَ سَبْعَ سَمٰاوٰاتٍ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللّٰهَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ و القدرة ما لها تعلق إلا بالإيجاد فعلمنا إن المقصود بهذا التنزل إنما هو التكوين و مما يحصل له من العلوم في هذا اليوم و في ساعاته من الأيام علم التصوير من حضرة الجمال و الأنس و علم الأحوال

[الإقليم الأول و بدله]

و كل أمر علمي يكون في يوم السبت لهذا البدل الذي له حفظ الإقليم الأول فمن روحانية إبراهيم الخليل ع و ما يكون فيه من أثر علوي في ركن النار و الهواء فمن حركة كوكب كيوان في فلكه و ما كان من أثر في العالم السفلي ركن الأرض و الماء فمن حركة فلكه يقول تعالى في الكواكب السيارة كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ و قال تعالى وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ فخلقها للاهتداء بها و مما يحصل له من العلوم في هذا اليوم و في ساعاته من باقي الأيام ليلا و نهارا علم الثبات و التمكين و علم الدوام و البقاء

[مقامات الابدال السبعة و هجيراهم]

و علم هذا الإمام بمقامات هؤلاء الأبدال و هجيراهم و قال إن مقام الأول و هجيره لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ و سبب ذلك كون الأولية له إذ لو تقدم له مثل لما صحت له الأولية فذكره مناسب لمقامه و مقام الشخص الثاني في هجيره لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمٰاتُ رَبِّي و هو مقام العلم الإلهي و تعلقه لا ينتهي و هو الثاني من الأوصاف فإن أول الأوصاف الحياة و يليه العلم و هجير الشخص الثالث و مقامه وَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلاٰ تُبْصِرُونَ و هي المرتبة الثالثة فإن الآيات الأول هي الأسماء الإلهية و الآيات الثواني في الآفاق و الآيات التي تلي الثواني في أنفسنا قال تعالى سَنُرِيهِمْ آيٰاتِنٰا فِي الْآفٰاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ فلهذا اختص بهذا الهجير الثالث من الأبدال و مقام الرابع في هجيره يٰا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرٰاباً و هو الركن الرابع من الأركان الذي يطلب المركز عند من يقول به فليس لنقطة الأكرة أقرب من الأرض و تلك النقطة كانت سبب وجود المحيط فهو يطلب القرب من اللّٰه موجد الأشياء و لا يحصل إلا بالتواضع و لا أنزل في التواضع من الأرض و هي منابع العلوم و تفجر الأنهار و كل ما ينزل من المعصرات فإنما هو من بخارات الرطوبات التي تصعد من الأرض فمنها تتفجر العيون و الأنهار و منها تخرج البخارات إلى الجو فتستحيل ماء فينزل غيثا فلهذا اختص الرابع بالرابع من الأركان و مقام الخامس فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاٰ تَعْلَمُونَ و لا يسأل إلا المولود فإنه في مقام الطفولة من الطفل و هو الندى قال تعالى أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهٰاتِكُمْ لاٰ تَعْلَمُونَ شَيْئاً فلا يعلم حتى يسأل فالولد في المرتبة الخامسة لأن أمهاته أربعة و هن الأركان فكان هو العين الخامسة فلهذا كان السؤال هجير البدل الخامس من بين الأبدال و أما مقام السادس فهجيره أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللّٰهِ و هي المرتبة السادسة فكانت للسادس و إنما كانت السادسة له لأنه في المرتبة الخامسة كما ذكرنا يسأل و قد كان لا يعلم فعند ما سأل علم و لما علم تحقق بعلمه بربه ففوض أمره إليه لأنه علم إن أمره ليس بيده منه شيء و أن اللّٰه يَفْعَلُ مٰا يُرِيدُ فقال قد علمت إن اللّٰه لما ملكني أمري و هو يفعل ما يريد علمت إن التفويض في ذلك أرجح لي فلذلك اتخذه هجيرا و مقام السابع إِنّٰا عَرَضْنَا الْأَمٰانَةَ و ذلك أن لها الرتبة السابعة و كان أيضا تكوين آدم المعبر عنه بالإنسان في الرتبة السابعة فإنه عن عقل ثم نفس ثم هباء ثم فلك ثم فاعلان ثم منفعلان فهذه ستة ثم تكون الإنسان الذي هو آدم في الرتبة السابعة و لما كان وجود الإنسان في السنبلة و لها من الزمان في الدلالة سبعة آلاف سنة فوجد الإنسان في الرتبة السابعة من المدة فما حمل الأمانة إلا من تحقق بالسبعة و كان هذا هو السابع من الأبدال فلذلك اتخذ هجيراه هذه الآية فهذا قد بينا لك مراتب الأبدال

[خلفاء القطب مداوي الكلوم]

و أخبرت أن هذا القطب الذي هو مداوي الكلوم كان في زمان حبسه في هيكله و ولايته في العالم إذا وقف وقف لوقفته سبعون قبيلة كلهم قد ظهرت فيهم المعارف الإلهية و أسرار الوجود و كان أبدا لا يتعدى كلامه السبعة و مكث زمانا طويلا في أصحابه و كان يعين في زمانه من أصحابه شخصا فاضلا كان أقرب الناس إليه مجلسا كان اسمه المستسلم فلما درج هذا الإمام ولي مقامه في القطبية المستسلم و كان غالب علمه علم الزمان و هو علم شريف منه يعرف الأزل و منه ظهر قوله ع كان اللّٰه و لا شيء معه و هذا علم لا يعلمه إلا الأفراد من الرجال و هو المعبر عنه بالدهر الأول

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست