responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 152

على يقين أنه لقمان ثم انتقل من واضع الحكم إلى الكاسب ثم انتقل من الكاسب إلى جامع الحكم و ما عرفت لمن انتقل الأمر من بعده و سأذكر في هذا الكتاب إذا جاءت أسماء هؤلاء ما اختصوا به من العلوم و نذكر لكل واحد منهم مسألة إن شاء اللّٰه و يجري ذلك على لساني فما أدري ما يفعل اللّٰه بي و يكفي هذا القدر من هذا الباب وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ انتهى الجزء الثالث عشر

«الباب الخامس عشر في معرفة الأنفاس و معرفة أقطابها المحققين بها و أسرارهم هي»

>(بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)<

عالم الأنفاس من نفسي و هم الأعلون في القدس
مصطفاهم سيد لسن وحيه يأتيه في الجرس
قلت للبواب حين رأى ما أقاسيه من الحرس
قال ما تبغيه يا ولدي قلت قرب السيد الندس
من شفيعي للإمام عسى خطرة منه لمختلس
قال ما يعطي عوارفه لغني غير مبتئس

[القطب الأول:مداوي الكلوم]

قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم إن نفس الرحمن يأتيني من قبل اليمن قيل إن الأنصار نفس اللّٰه بهم عن نبيه صلى اللّٰه عليه و سلم ما كان فيه من مقاساة الكفار المشركين و الأنفاس روائح القرب الإلهي فلما تنسمت مشام العارفين عرف هذه الأنفاس و توفرت الدواعي منهم إلى طلب محقق ثابت القدم في ذلك المقام ينبئهم بما في طي ذلك المقام الأقدس و ما جاءت به هذه الأنفاس من العرف إلا نفس من الأسرار و العلوم بعد البحث بالهمم و التعرض لنفحات الكرم عرفوا بشخص إلهي عنده السر الذي يطلبونه و العلم الذي يريدون تحصيله و أقامه الحق فيهم قطبا يدور عليه فلكهم و أما ما يقوم به ملكهم يقال له مداوي الكلوم فانتشر عنه فيهم من العلم و الحكم و الأسرار ما لا يحصرها كتاب

[مداوي الكلوم و علم الكيمياء]

و أول سر أطلع عليه الدهر الأول الذي عنه تكونت الدهور و أول فعل أعطى فعل ما تقتضيه روحانية السماء السابعة سماء كيوان فكان يصير الحديد فضة بالتدبير و الصنعة و يصير الحديد ذهبا بالخاصية و هو سر عجيب و لم يطلب على هذا رغبة في المال و لكن رغبة في حسن المال ليقف من ذلك على رتبة الكمال و أنه مكتسب في التكوين فإن المرتبة الأولى من عقد الأبخرة المعدنية بالحركات الفلكية و الحرارة الطبيعية زئبقا و كبريتا و كل متكون في المعدن فإنه يطلب الغاية الذي هو الكمال و هو الذهب لكن تطرأ عليه في المعدن علل و أمراض من يبس مفرط أو رطوبة مفرطة أو حرارة أو برودة تخرجه عن الاعتدال فيؤثر فيه ذلك المرض صورة تسمى الحديد أو النحاس أو الأسرب أو غير ذلك من المعادن فأعطى هذا الحكيم معرفة العقاقير و الأدوية المزيل استعمالها تلك العلة الطارئة على شخصية هذا الطالب درجة الكمال من المعدنيات و هي الذهب فأزالها فصح و مشى حتى لحق بدرجة الكمال و لكن لا يقوي في الكمالية قوة الصحيح الذي ما دخل جسمه مرض فإن الجسد الذي يدخله المرض بعيد أن يتخلص و ينقى الخلوص الذي لا يشوبه كدر و هو الخلاص الأصلي كيحيى في الأنبياء و آدم عليهما السلام و لم يكن الغرض إلا درجة الكمال الإنساني في العبودية فإن اللّٰه خلقه فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثم رده إلى أسفل سافلين إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ فأبقوا على الصحة الأصلية و ذلك أنه في طبيعته اكتسب علل الأعراض و أمراض الأغراض فأراد هذا الحكيم أن يرده إلى أحسن تقويم الذي خلقه اللّٰه عليه فهذا كان قصد الشخص العاقل بمعرفة هذه الصنعة المسماة بالكيمياء و ليست سوى معرفة المقادير و الأوزان

[النشأة الإنسانية]

فإن الإنسان لما خلقه اللّٰه و هو آدم أصل هذه النشأة الإنسانية و الصورة الجسمية الطبيعية العنصرية ركب جسده من حار و بارد و رطب و يابس بل من بارد يابس و بارد رطب و حار رطب و حار يابس و هي الأخلاط الأربعة السوداء و البلغم و الدم و الصفراء كما هي في جسم العالم الكبير النار و الهواء و الماء و التراب فخلق اللّٰه

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست