responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 147

لَكُمْ وَ لِمٰا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ و قال تعالى فَلاٰ تَخٰافُوهُمْ فأبان عن المحل الذي ينبغي أن لا يظهر فيه خلق الخوف ثم قال لهم خٰافُونِ فأبان لهم حيث ينبغي أن يظهر حكم هذه الصفة و كذلك الحسد و الحرص و جميع ما في هذه النشأة الطبيعية الظاهر حكم روحانيتها فيها قد أبان اللّٰه لنا حيث نظهرها و حيث نمنعها فإنه من المحال إزالتها عن هذه النشأة إلا بزوالها لأنها عينها و الشيء لا يفارق نفسه

قال صلى اللّٰه عليه و سلم لا حسد إلا في اثنتين و قال زادك اللّٰه حرصا و لا تعد و إنما قلنا الظاهر حكم روحانيتها فيها تحرزنا بذلك من أجل أهل الكشف و العلماء الراسخين في العلم من المحققين العالمين فإن المسمى بالجماد و النبات عندنا لهم أرواح بطنت عن إدراك غير أهل الكشف إياها في العادة لا يحس بها مثل ما يحسها من الحيوان فالكل عند أهل الكشف حيوان ناطق بل حي ناطق غير إن هذا المزاج الخاص يسمى إنسانا لا غير بالصورة و وقع التفاضل بين الخلائق في المزاج فإنه لا بد في كل ممتزج من مزاج خاص لا يكون إلا له به يتميز عن غيره كما يجتمع مع غيره في أمر فلا يكون عين ما يقع به الافتراق و التميز عين ما يقع به الاشتراك و عدم التميز فاعلم ذلك و تحققه

[العالم كله حي عالم ناطق]

قال تعالى وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاّٰ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ و شيء نكرة و لا يسبح إلا حي عاقل عالم بمسبحه و قد ورد أن المؤذن يشهد له مدى صوته من رطب و يابس و الشرائع و النبوات من هذا القبيل مشحونة و نحن زدنا مع الايمان بالأخبار الكشف فقد سمعنا الأحجار تذكر اللّٰه رؤية عين بلسان نطق تسمعه آذاننا منها و تخاطبنا مخاطبة العارفين بجلال اللّٰه مما ليس يدركه كل إنسان فكل جنس من خلق اللّٰه أمة من الأمم فطرهم اللّٰه على عبادة تخصهم أوحى بها إليهم في نفوسهم فرسولهم من ذواتهم إعلام من اللّٰه بإلهام خاص جبلهم عليه كعلم بعض الحيوانات بأشياء يقصر عن إدراكها المهندس النحر يرو علمهم على الإطلاق بمنافعهم فيما يتناولونه من الحشائش و المأكل و تجنب ما يضرهم من ذلك كل ذلك في فطرتهم كذلك المسمى جمادا و نباتا أخذ اللّٰه بأبصارنا و أسماعنا عماهم عليه من النطق و لا تقوم الساعة حتى تكلم الرجل فخذه بما فعله أهله جعل الجهلاء من الحكماء هذا إذا صح إيمانهم به من باب العلم بالاختلاج يريدون به علم الزجر و إن كان علم الزجر علما صحيحا في نفس الأمر و أنه من أسرار اللّٰه و لكن ليس هو مقصود الشارع في هذا الكلام فكان له صلى اللّٰه عليه و سلم الكشف الأتم فيرى ما لا نرى و لقد نبه ع على أمر عمل عليه أهل اللّٰه فوجدوه صحيحا

قوله لو لا تزييد في حديثكم و تمريج في قلوبكم لرأيتم ما أرى و لسمعتم ما أسمع فخص برتبة الكمال في جميع أموره و منها الكمال في العبودية فكان عبدا صرفا لم يقم بذاته ربانية على أحد و هي التي أوجبت له السيادة و هي الدليل على شرفه على الدوام و

قد قالت عائشة كان رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم يذكر اللّٰه على كل أحيانه و لنا منه ميراث وافر و هو أمر يختص بباطن الإنسان و قوله و قد يظهر خلاف ذلك بأفعاله مع تحققه بالمقام فيلتبس على من لا معرفة له بالأحوال فقد بينا في هذا الباب ما مست الحاجة إليه وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب الثالث عشر في معرفة حملة العرش»



العرش و اللّٰه بالرحمن محمول و حاملوه و هذا القول معقول
و أي حول لمخلوق و مقدرة لولاه جاء به عقل و تنزيل
جسم و روح و أقوات و مرتبة ما ثم غير الذي رتبت تفصيل
فذا هو العرش إن حققت سورته و المستوي باسمه الرحمن مأمول
و هم ثمانية و اللّٰه يعلمهم و اليوم أربعة ما فيه تعليل
محمد ثم رضوان و مالكهم و آدم و خليل ثم جبريل
و الحق بميكال إسرافيل ليس هنا سوى ثمانية غر بهاليل

[العرش في لسان العرب]

اعلم أيد اللّٰه الولي الحميم أن العرش في لسان العرب يطلق و يراد به الملك يقال ثل عرش الملك إذا دخل في ملكه خلل و يطلق و يراد به السرير فإذا كان العرش عبارة عن الملك فتكون حملته هم القائمون به و إذا كان العرش السرير فتكون حملته ما يقوم عليه من القوائم أو من يحمله على كواهلهم و العدد يدخل في حملة العرش و قد جعل الرسول

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست