responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 144

النبوة قبل وجود الأنبياء الذين هم نوابه في هذه الدنيا كما قررناه فيما تقدم من أبواب هذا الكتاب

[استدارة الزمان]

فكانت استدارته انتهاء دورته بالاسم الباطن و ابتداء دورة أخرى بالاسم الظاهر فقال استدار كهيئته يوم خلقه اللّٰه في نسبة الحكم لنا ظاهرا كما كان في الدورة الأولى منسوبا إلينا باطنا أي إلى محمد و في الظاهر منسوبا إلى من نسب إليه من شرع إبراهيم و موسى و عيسى و جميع الأنبياء و الرسل

[الأنبياء الحرم و الأشهر الحرم]

و في الأنبياء من الزمان أربعة حرم هود و صالح و شعيب سلام اللّٰه عليهم و محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و عينها من الزمان ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم و رجب مضر و لما كانت العرب تنسأ في الشهور فترد المحرم منها حلالا و الحلال منها حراما و جاء محمد صلى اللّٰه عليه و سلم فرد الزمان إلى أصله الذي حكم اللّٰه به عند خلقه فعين الحرم من الشهور على حد ما خلقها اللّٰه عليه فلهذا قال في اللسان الظاهر إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلقه اللّٰه كذلك استدار الزمان فأظهر محمدا صلى اللّٰه عليه و سلم كما ذكرناه جسما و روحا بالاسم الظاهر حسا فنسخ من شرعه المتقدم ما أراد اللّٰه أن ينسخ منه و أبقى ما أراد اللّٰه أن يبقى منه و ذلك من الأحكام خاصة لا من الأصول

[ظهور محمد في دورة الميزان]

و لما كان ظهوره بالميزان و هو العدل في الكون و هو معتدل لأن طبعه الحرارة و الرطوبة كان من حكم الآخرة فإن حركة الميزان متصلة بالآخرة إلى دخول الجنة و النار و لهذا كان العلم في هذه الأمة أكثر مما كان في الأوائل و أعطى محمد صلى اللّٰه عليه و سلم علم الأولين و الآخرين لأن حقيقة الميزان تعطي ذلك و كان الكشف أسرع في هذه الأمة مما كان في غيرها لغلبة البرد و اليبس على سائر الأمم قبلنا و إن كانوا أذكياء و علماء فآحاد منهم معينون بخلاف ما هم الناس اليوم عليه ألا ترى هذه الأمة قد ترجمت جميع علوم الأمم و لو لم يكن المترجم عالما بالمعنى الذي دل عليه لفظ المتكلم به لما صح أن يكون هذا مترجما و لا كان ينطلق على ذلك اسم الترجمة فقد علمت هذه الأمة علم من تقدم و اختصت بعلوم لم تكن للمتقدمين و لهذا

أشار صلى اللّٰه عليه و سلم بقوله فعلمت علم الأولين و هم الذين تقدموه ثم قال و الآخرين و هو علم ما لم يكن عند المتقدمين و هو ما تعلمه أمته من بعده إلى يوم القيامة فقد أخبر أن عندنا علوما لم تكن قبل فهذه شهادة من النبي صلى اللّٰه عليه و سلم لنا و هو الصادق بذلك

[السيادة المحمدية في العلم و الحكم]

فقد ثبتت له صلى اللّٰه عليه و سلم السيادة في العلم في الدنيا و ثبتت له أيضا السيادة في الحكم حيث

قال لو كان موسى حيا ما وسعه إلا إن يتبعني و يبين ذلك عند نزول عيسى ع و حكمه فينا بالقرآن فصحت له السيادة في الدنيا بكل وجه و معنى ثم أثبت السيادة له على سائر الناس يوم القيامة بفتحه باب الشفاعة و لا يكون ذلك لنبي يوم القيامة إلا له صلى اللّٰه عليه و سلم فقد شفع صلى اللّٰه عليه و سلم في الرسل و الأنبياء أن تشفع نعم و في الملائكة فاذن اللّٰه تعالى عند شفاعته في ذلك لجميع من له شفاعة من ملك و رسول و نبي و مؤمن أن يشفع فهو صلى اللّٰه عليه و سلم أول شافع بإذن اللّٰه و ارحم الراحمين آخر شافع يوم القيامة فيشفع الرحيم عند المنتقم أن يخرج من النار من لم يعمل خيرا قط فيخرجهم المنعم المتفضل و أي شرف أعظم من دائرة تدار يكون آخرها أرحم الراحمين و آخر الدائرة متصل بأولها فأي شرف أعظم من شرف محمد صلى اللّٰه عليه و سلم حيث كان ابتداء هذه الدائرة حيث اتصل بها آخرها لكما لها فبه سبحانه ابتدأت الأشياء و به كملت و ما أعظم شرف المؤمن حيث تلت شفاعته بشفاعة أرحم الراحمين فالمؤمن بين اللّٰه و بين الأنبياء فإن العلم في حق المخلوق و إن كان له الشرف التام الذي لا تجهل مكانته و لكن لا يعطي السعادة في القرب الإلهي إلا بالإيمان فنور الايمان في المخلوق أشرف من نور العلم الذي لا إيمان معه فإذا كان الايمان يحصل عنه العلم فنور ذلك العلم المولد من نور الايمان أعلى و به يمتاز على المؤمن الذي ليس بعالم فيرفع اللّٰه الذين أوتوا العلم من المؤمنين درجات على المؤمنين الذين لم يؤتوا العلم و يزيد العلم بالله

فإن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم يقول لأصحابه أنتم أعلم بمصالح دنياكم

[الامتيازات المحمدية من وحي أمر السماوات السبع]

فلا فلك أوسع من فلك محمد صلى اللّٰه عليه و سلم فإن له الإحاطة و هي لمن خصه اللّٰه بها من أمته بحكم التبعية فلنا الإحاطة بسائر الأمم و لذلك كنا شهداء على الناس فأعطاه اللّٰه من وحي أمر السموات ما لم يعط غيره في طالع مولده فمن الأمر المخصوص بالسماء الأولى من هناك لم يبدل حرف من القرآن و لا كلمة و لو ألقى الشيطان في تلاوته ما ليس منها بنقص أو زيادة لنسخ اللّٰه ذلك و هذا عصمة و من ذلك الثبات ما نسخت شريعته بغيرها بل ثبتت محفوظة و استقرت بكل عين ملحوظة و لذلك تستشهد بها كل طائفة و من الأمر المخصوص بالسماء الثانية من هناك أيضا خص

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست