responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 134

إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ و لا أكذبه مع ضعف عقل المرأة عن عقل الرجل فإن النساء ناقصات عقل فما ظنك بقوة الرجل و سبب ذلك أن النشأة الإنسانية تعطي التؤدة في الأمور و الأناة و الفكر و التدبير لغلبة العنصرين الماء و التراب على مزاجه فيكون وافر العقل لأن التراب يثبطه و يمسكه و الماء يلينه و يسهله و الجان ليس كذلك فإنه ليس لعقله ما يمسكه عليه ذلك الإمساك الذي للإنسان و لهذا يقال فلان خفيف العقل و سخيف العقل إذا كان ضعيف الرأي هلباجة و هذا هو نعت الجان و به ضل عن طريق الهدى لخفة عقله و عدم تثبته في نظره فقال أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ فجمع بين الجهل و سوء الأدب لخفته

[الشيطان الأول من الجان]

فمن عصى من الجان كان شيطانا أي مبعودا من رحمة اللّٰه و كان أول من سمي شيطانا من الجن الحارث فأبلسه اللّٰه أي طرده من رحمته و طرد الرحمة عنه و منه تفرعت الشياطين بأجمعها فمن آمن منهم مثل هامة بن إلهام بن لاقيس بن إبليس التحق بالمؤمنين من الجن و من بقي على كفره كان شيطانا و هي مسألة خلاف بين علماء الشريعة فقال بعضهم إن الشيطان لا يسلم أبدا و تأول

قوله ع في شيطانه و هو القرين الموكل به إن اللّٰه أعانه عليه فأسلم روى برفع الميم و فتحها أيضا فتأول هذا القائل الرفع بأنه قال فأسلم منه أي ليس له على سبيل و هكذا تأوله المخالف و تأول الفتح فيه على الانقياد قال فمعناه انقاد مع كونه عدوا فهو بعينه لا يأمرني إلا بخير جبرا من اللّٰه و عصمة لرسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و قال المخالف معنى فأسلم بالفتح أي آمن بالله كما يسلم الكافر عندنا فيرجع مؤمنا و هو الأولى و الأوجه

[إبليس أول الأشقياء من الجن]

و أكثر الناس يزعمون أنه أول الجن بمنزلة آدم من الناس و ليس كذلك عندنا بل هو واحد من الجن و إن الأول فيهم بمنزلة آدم في البشر إنما هو غيره و لذلك قال اللّٰه تعالى إِلاّٰ إِبْلِيسَ كٰانَ مِنَ الْجِنِّ أي من هذا الصنف من المخلوقين كما كان قابيل من البشر و كتبه اللّٰه شقيا فهو أول الأشقياء من البشر و إبليس أول الأشقياء من الجن و عذاب الشياطين من الجن في جهنم أكثر ما يكون بالزمهرير لا بالحرور و قد يعذب بالنار و بنو آدم أكثر عذابهم بالنار و وقفت يوما على مخبول العقل من الأولياء و عيناه تدمعان و هو يقول للناس لا تقفوا مع قوله تعالى لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ لإبليس فقط بل انظروا في إشارته سبحانه لكم بقوله لإبليس جَهَنَّمَ مِنْكَ فإنه مخلوق من النار فيعود لعنه اللّٰه إلى أصله و إن عذب به فعذاب الفخار بالنار أشد فتحفظوا فما نظر هذا الولي من ذكر جهنم إلا النار خاصة و غفل عن إن جهنم اسم لحرورها و زمهريرها و بجملتها سميت جهنم لأنها كريهة المنظر و الجهام السحاب الذي قد هرق ماءه و الغيث رحمة اللّٰه فلما أزال اللّٰه الغيث من السحاب بإنزاله أطلق عليه اسم الجهام لزوال الرحمة الذي هو الغيث منه كذلك الرحمة أزالها اللّٰه من جهنم فكانت كريهة المنظر و المخبر و سميت أيضا جهنم لبعد قعرها يقال ركية جهنام إذا كانت بعيدة القعر نسأل اللّٰه العظيم لنا و للمؤمنين الأمن منها و يكفي هذا القدر من هذا الباب

«الباب العاشر»
في معرفة دورة الملك

و أول منفصل فيها عن أول موجود و آخر منفصل فيها عن آخر منفصل عنه و بما ذا عمر الموضع المنفصل عنه منهما و تمهيد اللّٰه هذه المملكة حتى جاء مليكها و ما مرتبة العالم الذي بين عيسى و محمد عليهما السلام و هو زمان الفترة

الملك لو لا وجود الملك ما عرفا و لم تكن صفة مما به وصفا
فدورة الملك برهان عليه لذا قد التقت طرفاها هكذا كشفا
فكان آخرها كمثل أولها و كان أولها عن سابق سلفا
و عند ما كملت بالختم قام بها مليكها سيد اللّٰه معترفا
أعطاه خالقه فضلا معارفها و ما يكون و ما قد كان و انصرفا

[الأنبياء نواب محمد]

اعلم أيدك اللّٰه أنه

ورد في الخبر أن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم قال أنا سيد ولد آدم و لا فخر بالراء و في رواية بالزاي و هو التبجح بالباطل و

في صحيح مسلم أنا سيد الناس يوم القيامة فثبتت له السيادة و الشرف على أبناء جنسه من البشر و

قال ع كنت نبيا و آدم بين الماء و الطين يريد على علم بذلك فأخبره اللّٰه تعالى بمرتبته و هو روح قبل إيجاده الأجسام

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست