responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 131

المستنير إلى عينيه شبه الخطوط من النور تتصل من السراج إلى عينيه متعددة فإذا رفع تلك الأهداب من مقابلة الناظر قليلا قليلا يرى تلك الخطوط الممتدة تنقبض إلى الجسم المستنير فالجسم المستنير مثال للموضع المعين من هذه الأرض لتلك الصور و الناظر مثال العالم و امتداد تلك الخطوط كصور الأجساد التي تنتقل إليها في النوم و بعد الموت و في سوق الجنة و التي تلبسها الأرواح و قصدك إلى رؤية تلك الخطوط بذلك الفعل من إرسال الأهداب الحائلة بين الناظر و الجسم النير مثال الاستعداد و انبعاث تلك الخطوط عند هذه الحال انبعاث الصور عند الاستعداد و انقباض الخطوط إلى الجسم النير عند رفع الحائل رجوع الصور إلى تلك الأرض عند زوال الاستعداد و ليس بعد هذا البيان بيان و قد بسطنا القول في عجائب هذه الأرض و ما يتعلق بها من المعارف في كتاب كبير لنا فيها خاصة انتهى الجزء الحادي عشر

(الباب التاسع)في معرفة وجود الأرواح المارجية النارية

(بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)

مرج النار و النبات فقامت صورة الجن برزخا بين شيئين
بين روح مجسم ذي مكان في حضيض و بين روح بلا أين
فالذي قابل التجسم منها طلب القوت للتغذي بلا مين
و الذي قابل الملائك منها قبل القلب بالتشكل في العين
و لهذا يطيع وقتا و يعصي و يجازى مخالفوهم بنارين

[خلق الجان و الملائكة و الإنسان]

قال اللّٰه تعالى وَ خَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مٰارِجٍ مِنْ نٰارٍ و

ورد في الحديث الصحيح أن اللّٰه خلق الملائكة من نور و خلق اللّٰه الجان من نار و خلق الإنسان مما قيل لكم فأما قوله ع في خلق الإنسان مما قيل لكم و لم يقل مثل ما قال في خلق الملائكة و الجان طلبا للاختصار فإنه أوتي جوامع الكلم و هذا منها فإن الملائكة لم يختلف أصل خلقها و لا الجان و أما الإنسان اختلف خلقه على أربعة أنواع من الخلق فخلق آدم لا يشبه خلق حواء لا يشبه خلق سائر بنى آدم و خلق عيسى ع لا يشبه خلق من ذكرنا فقصد رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم الاختصار و أحال على ما وصل إلينا من تفصيل خلق الإنسان فآدم من طين و حواء من ضلع و عيسى من نفخ روح و بنو آدم مِنْ مٰاءٍ مَهِينٍ

[الالتحام المعنوي بين السماء و الأرض]

و لما أنشأ اللّٰه الأركان الأربعة و علا الدخان إلى مقعر فلك الكواكب الثابتة و فتق في ذلك الدخان سبع سماوات ميز بعضها عن بعض وَ أَوْحىٰ فِي كُلِّ سَمٰاءٍ أَمْرَهٰا بعد ما قدر في الأرض أقواتها و ذلك كله فِي أَرْبَعَةِ أَيّٰامٍ ثم قال للسماوات و الأرض اِئْتِيٰا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً أي أجيبا إذا دعيتما لما يراد منكما مما أمنتما عليه أن تبرزاه ف‌ قٰالَتٰا أَتَيْنٰا طٰائِعِينَ فجعل سبحانه بين السماء و الأرض التحاما معنويا و توجها لما يريد سبحانه أن يوجده في هذه الأرض من المولدات من معدن و نبات و حيوان و جعل الأرض كالأهل و جعل السماء كالبعل و السماء تلقي إلى الأرض من الأمر الذي أوحى اللّٰه فيها كما يلقي الرجل الماء بالجماع في المرأة و تبرز الأرض عند الإلقاء ما خبأه الحق فيها من التكوينات على طبقاتها

[العناصر الأربعة و تكوين الجان و الإنسان]

فكان من ذلك أن الهواء لما اشتعل و حمي اتقد مثل السراج و هو اشتعال النار ذلك اللهب الذي هو احتراق الهواء و هو المارج و إنما سمي ما رجا لأنه نار مختلط بهواء و هو الهواء المشتعل فإن المرج الاختلاط و منه سمي المرج مرجا لاختلاط النبات فيه فهو من عنصرين هواء و نار أعني الجان كما كان آدم من عنصرين ماء و تراب عجن به فحدث له اسم الطين كما حدث لامتزاج النار بالهواء اسم المارج ففتح سبحانه في ذلك المارج صورة الجان فبما فيه من الهواء يتشكل في أي صورة شاء و بما فيه من النار سخف و عظم لطفه و كان فيه طلب القهر و الاستكبار و العزة فإن النار أرفع الأركان مكانا و له سلطان على إحالة الأشياء التي تقتضيها الطبيعة و هو السبب الموجب لكونه استكبر عن السجود لآدم عند ما أمره اللّٰه عز و جل بتأويل أداه أن يقول أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ يعني بحكم الأصل الذي فضل اللّٰه به بين الأركان الأربعة و ما علم إن سلطان الماء الذي خلق منه آدم أقوى منه فإنه يذهبه و إن التراب أثبت منه للبرد و اليبس فلآدم القوة و الثبوت لغلبة الركنين اللذين

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست