responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 129

بعضا من غير شحناء و لا عداوة و لا فساد بنية و إذا سافروا في البحر و غرقوا لا يعدو عليهم الماء كما يعدو علينا بل يمشون فيه كمشي دوابه حتى يلحقوا بالساحل و تحل بتلك الأرض زلازل لو حلت بنا لانقلبت الأرض و هلك ما كان عليها و قال لقد كنت يوما مع جماعة منهم في حديث و جاءت زلزلة شديدة بحيث إني رأيت الأبنية تتحرك كلها تحركا لا يقدر البصر يتمكن من رؤيتها السرعة الحركة مرورا و كرورا و ما عندنا خبر و كانا على الأرض قطعة منها إلى أن فرغت الزلزلة فلما فرغت و سكنت الأرض أخذت الجماعة بيدي و عزتني في ابنة لي اسمها فاطمة فقلت للجماعة إني تركتها في عافية عند والدتها قالوا صدقت و لكن هذه الأرض ما تزلزل بنا و عندنا أحد إلا مات ذلك الشخص أو مات له أحد و إن هذه الزلزلة لموت ابنتك فانظر في أمرها فقعدت معهم ما شاء اللّٰه و صاحبي ينتظرني فلما أردت فراقهم مشوا معي إلى فم السكة و أخذوا خلعتهم و جئت إلى بيتي فلقيت صاحبي فقال لي إن فاطمة تنازع فدخلت عليها فقضت و كنت بمكة مجاورا فجهزناها و دفناها بالمعلى فهذا من أعجب ما أخبرت عن تلك الأرض و رأيت بها كعبة يطوف بها أهلها غير مكسوة و تكون أكبر من البيت الذي بمكة ذات أركان أربعة تكلمهم إذا طافوا بها و تحييهم و تفيدهم علوما لم تكن عندهم و رأيت في هذه الأرض بحرا من تراب يجري مثل ما يجري الماء و رأيت حجارة صغارا و كبارا يجري بعضها إلى بعض كما يجري الحديد إلى المغناطيس فتتألف هذه الحجارة و لا تنفصل بعضها من بعض بطبعها إلا إن فصلها فاصل مثل ما يفصل الحديد عن المغناطيس ليس في قوته أن يمتنع فإذا ترك و طبعه جرت بعضها إلى بعض على مقدار من المساحة مخصوص فتضم هذه الحجارة بعضها إلى بعض فينشأ منها صورة سفينة و رأيت منها مركبا صغيرا و شينيين فإذا التأمت السفينة من تلك الحجارة رموا بها في بحر التراب و ركبوا فيها و سافروا حيث يشتهون من البلاد غير إن قاع السفينة من رمل أو تراب يلصق بعضه ببعض لصوق الخاصية فمما رأيت فيما رأيت أعجب من جريان هذه السفن في ذلك البحر و صورة الإنشاء في المراكب سواء غير أن لهم في جناحي السفينة مما يلي مؤخرها أسطوانتين عظيمتين تعلو المركب أكثر من القامة و أرض المركب من جهة مؤخره ما بين الأسطوانتين مفتوح متساو مع البحر و لا يدخل فيه من رمل ذلك البحر شيء أصلا بالخاصية و هذا شكله

[مدائن أرض الحقيقة]

و في هذه الأرض مدائن تسمى مدائن النور لا يدخلها من العارفين إلا كل مصطفى مختار و هي ثلاث عشرة مدينة و هي على سطح واحد و بنيانها عجيب و ذلك أنهم عمدوا إلى موضع في هذه الأرض فبنوا فيه مدينة صغيرة لها أسوار عظيمة يسير الراكب فيها إذا أراد أن يدور بها مسيرة ثلاثة أعوام فلما أقاموها جعلوها خزانة لمنافعهم و مصالحهم و عددهم و أقاموا على بعد من جوانبها أبراجا تعلو على أبراج المدينة بما دار بها و مدوا البناء بالحجارة حتى صار للمدينة كالسقف للبيت و جعلوا ذلك السقف أرضا بنوا عليه مدينة أعظم من التي بنوا أولا و عمروها و اتخذوها مسكنا فضاقت عنهم فبنوا عليها مدينة أخرى أكبر منها و ما زال يكثر عمارها و هم يصعدون بالبنيان طبقة فوق طبقة حتى بلغت ثلاث عشرة مدينة

[ملوك أرض الحقيقة]

ثم إني غبت عنهم مدة ثم دخلت إليهم مرة أخرى فوجدتهم قد زادوا مدينتين واحدة فوق أخرى و لهم ملوك فيهم لطف و حنان صحبت منهم جماعة منهم التالي و هو التابع بمنزلة القيل في حمير و لم أر ملكا أكثر منه ذكر اللّٰه قد شغله ذكر اللّٰه عن تدبير ملكه انتفعت به و كان كثير المجالسة لي و منهم ذو العرف و هو ملك عظيم لم أر في ملوك الأرض أكثر من تأتي

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست