responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 119

فممنوع لا تعلم بدليل و لا ببرهان عقلي و لا يأخذها حد فإنه سبحانه لا يشبه شيئا و لا يشبهه شيء فكيف يعرف من يشبه الأشياء من لا يشبهه شيء و لا يشبهه شيئا فمعرفتك به إنما هي إنه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ و يُحَذِّرُكُمُ اللّٰهُ نَفْسَهُ و قد ورد المنع من الشرع في التفكر في ذات اللّٰه

[حقيقة الحقائق]

(و معلوم ثان)و هو الحقيقة الكلية التي هي للحق و للعالم لا تتصف بالوجود و لا بالعدم و لا بالحدوث و لا بالقدم هي في القديم إذا وصف بها قديمة و في المحدث إذا وصف بها محدثة لا تعلم المعلومات قديمها و حديثها حتى تعلم هذه الحقيقة و لا توجد هذه الحقيقة حتى توجد الأشياء الموصوفة بها فإن وجد شيء عن غير عدم متقدم كوجود الحق و صفاته قيل فيها موجود قديم لإنصاف الحق بها و إن وجد شيء عن عدم كوجود ما سوى اللّٰه و هو المحدث الموجود بغيره قيل فيها محدثة و هي في كل موجود بحقيقتها فإنها لا تقبل التجزي فما فيها كل و لا بعض و لا يتوصل إلى معرفتها مجردة عن الصورة بدليل و لا ببرهان فمن هذه الحقيقة وجد العالم بوساطة الحق تعالى و ليست بموجودة فيكون الحق قد أوجدنا من موجود قديم فيثبت لنا القدم و كذلك لتعلم أيضا أن هذه الحقيقة لا تتصف بالتقدم على العالم و لا العالم بالتأخر عنها و لكنها أصل الموجودات عموما و هي أصل الجوهر و فلك الحياة و الحق المخلوق به و غير ذلك و هي الفلك المحيط المعقول فإن قلت إنها العالم صدقت أو إنها ليست العالم صدقت أو إنها الحق أو ليست الحق صدقت تقبل هذا كله و تتعدد بتعدد أشخاص العالم و تتنزه بتنزيه الحق و إن أردت مثالها حتى يقرب إلى فهمك فانظر في العودية في الخشبة و الكرسي و المحبرة و المنبر و التابوت و كذلك التربيع و أمثاله في الأشكال في كل مربع مثلا من بيت و تابوت و ورقة و التربيع و العودية بحقيقتها في كل شخص من هذه الأشخاص و كذلك الألوان بياض الثوب و الجوهر و الكاغذ و الدقيق و الدهان من غير أن تتصف البياضية المعقولة في الثوب بأنها جزء منها فيه بل حقيقتها ظهرت في الثوب ظهورها في الكاغذ و كذلك العلم و القدرة و الإرادة و السمع و البصر و جميع الأشياء كلها فقد بينت لك هذا المعلوم و قد بسطنا القول فيه كثيرا في كتابنا الموسوم بإنشاء الجداول و الدوائر(و معلوم ثالث)و هو العالم كله الأملاك و الأفلاك و ما تحويه من العوالم و الهواء و الأرض و ما فيهما من العالم و هو الملك الأكبر(و معلوم رابع)و هو الإنسان الخليفة الذي جعله اللّٰه في هذا العالم المقهور تحت تسخيره قال تعالى وَ سَخَّرَ لَكُمْ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ فمن علم هذه المعلومات فما بقي له معلوم أصلا يطلبه فمنها ما لا نعلم إلا وجوده و هو الحق تعالى و تعلم أفعاله و صفاته بضرب من الأمثلة و منها ما لا يعلم إلا بالمثال كالعلم بالحقيقة الكلية و منها ما يعلم بهذين الوجهين و بالماهية و الكيفية و هو العالم و الإنسان

«وصل» [بدء العالم و مثاله:الهباء و الحقيقة المحمدية]

كان اللّٰه و لا شيء معه ثم أدرج فيه

و هو الآن على ما عليه كان لم يرجع إليه من إيجاده العالم صفة لم يكن عليها بل كان موصوفا لنفسه و مسمى قبل خلقه بالأسماء التي يدعونه بها خلقه فلما أراد وجود العالم و بدأه على حد ما علمه بعلمه بنفسه انفعل عن تلك الإرادة المقدسة بضرب تجل من تجليات التنزيه إلى الحقيقة الكلية انفعل عنها حقيقة تسمى الهباء هي بمنزلة طرح البناء الجص ليفتح فيها ما شاء من الأشكال و الصور و هذا هو أول موجود في العالم و قد ذكره علي بن أبي طالب رضي اللّٰه عنه و سهل بن عبد اللّٰه رحمه اللّٰه و غيرهما من أهل التحقيق أهل الكشف و الوجود ثم إنه سبحانه تجلى بنوره إلى ذلك الهباء و يسمونه أصحاب الأفكار الهيولى الكل و العالم كله فيه بالقوة و الصلاحية فقبل منه تعالى كل شيء في ذلك الهباء على حسب قوته و استعداده كما تقبل زوايا البيت نور السراج و على قدر قربه من ذلك النور يشتد ضوءه و قبوله قال تعالى مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكٰاةٍ فِيهٰا مِصْبٰاحٌ فشبه نوره بالمصباح فلم يكن أقرب إليه قبولا في ذلك الهباء إلا حقيقة محمد صلى اللّٰه عليه و سلم المسماة بالعقل فكان سيد العالم بأسره و أول ظاهر في الوجود فكان وجوده من ذلك النور الإلهي و من الهباء و من الحقيقة الكلية و في الهباء وجد عينه و عين العالم من تجليه و أقرب الناس إليه علي بن أبي طالب و أسرار الأنبياء أجمعين و أما المثال الذي عليه وجد العالم كله من غير تفصيل فهو العلم القائم بنفس الحق تعالى فإنه سبحانه علمنا بعلمه بنفسه و أوجدنا على حد ما علمنا و نحن على هذا الشكل المعين في علمه و لو لم يكن الأمر كذلك لأخذنا هذا الشكل بالاتفاق لا عن قصد لأنه لا يعلمه و ما يتمكن أن تخرج صورة في الوجود بحكم الاتفاق فلو لا إن هذا الشكل المعين معلوم لله سبحانه و مراد له ما أوجدنا عليه و لم يأخذ هذا الشكل من غيره إذ قد ثبت أنه كان و لا شيء معه فلم يبق إلا أن يكون

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست