responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 118



و علوم أفلاك الوجود كبيره و صغيره إلا على الذي لم يذمم
هذي علوم من تحقق كشفها يهدي القلوب إلى السبيل الأقوم
فالحمد لله الذي أنا جامع لعلومها و لعلم ما لم يعلم

[إيجاز البيان بضرب من الإجمال]

إيجاز البيان بضرب من الإجمال بدء الخلق الهباء و أول موجود فيه الحقيقة المحمدية الرحمانية و لا أين يحصرها لعدم التحيز و مم وجد وجد من الحقيقة المعلومة التي لا تتصف بالوجود و لا بالعدم و فيم وجد في الهباء و على أي مثال وجد الصورة المعلومة في نفس الحق و لم وجد لإظهار الحقائق الإلهية و ما غايته التخليص من المزجة فيعرف كل عالم حظه من منشئه من غير امتزاج فغايته إظهار حقائقه و معرفة أفلاك الأكبر من العالم و هو ما عدا الإنسان في اصطلاح الجماعة و العالم الأصغر يعني الإنسان روح العالم و علته و سببه و أفلاكه مقاماته و حركاته و تفصيل طبقاته فهذا جميع ما يتضمنه هذا الباب

[الإنسان عالم صغير]

فكما إن الإنسان عالم صغير من طريق الجسم كذلك هو أيضا حقير من طريق الحدوث و صح له التأله لأنه خليفة اللّٰه في العالم و العالم مسخر له مألوه كما إن الإنسان مألوه لله تعالى و اعلم أن أكمل نشأة الإنسان إنما هي في الدنيا و أما الآخرة فكل إنسان من الفرقتين على النصف في الحال لا في العلم فإن كل فرقة عالمة بنقيض حالها فليس الإنسان إلا المؤمن و الكافر معا سعادة و شقاء نعيم و عذاب منعم و معذب و لهذا معرفة الدنيا أتم و تجلى الآخرة أعلى فافهم و حل هذا القفل و لنا رمز لمن تفطن و هو لفظه بشيع شنيع و معناه بديع

روح الوجود الكبير هذا الوجود الصغير
لولاه ما قال إني أنا الكبير القدير
لا يحجبنك حدوثي و لا الفناء و النشور
فإنني إن تأملتني المحيط الكبير
فللقديم بذاتي و للجديد ظهور
و اللّٰه فرد قديم لا يعتريه قصور
و الكون خلق جديد في قبضتيه أسير
فجاء من هذا إني أنا الوجود الحقير
و إن كل وجود على وجودي يدور
فلا كليلي ليل و لا كنوري نور
فمن يقل في عبد أنا العبيد الفقير
أو قال إني وجود أنا الوجود الخبير
فصحني ملكا تجدني أو سوقة ما تجور
فيا جهولا بقدري أنت العليم البصير
بلغ وجودي عني و القول صدق و زور
و قل لقومك إني أنا الرحيم الغفور
و قل بأن عذابي هو العذاب المبير
و قل بأني ضعيف لا أستطيع أسير
فكيف ينعم شخص على يدي أو يبور

بسط الباب و بيانه و من اللّٰه التأييد و العون [المعلومات الوجودية الأربعة]

اعلموا أن المعلومات أربعة الحق تعالى و هو الموصوف بالوجود المطلق لأنه سبحانه ليس معلولا لشيء و لا علة بل هو موجود بذاته و العلم به عبارة عن العلم بوجوده و وجوده ليس غير ذاته مع أنه غير معلوم الذات لكن يعلم ما ينسب إليه من الصفات أعني صفات المعاني و هي صفات الكمال و أما العلم بحقيقة الذات

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست