responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 108

عرفت سر قدمه و لم يعرفه هو و هو أحق بمعرفة نفسه منك إن نظرت إلى ظاهرك أو هل العالم بسر القدم فيه هو المعنى الموجود فيك المتكلم فيه و هو ميم الروح فقد وقف على سر قدمه الجواب عن ذلك أن الذي علم منا سر القدم هو الذي حجبناه هناك فمن الوجه الذي أثبتنا له العلم غير الوجه الذي أثبتنا له منه عدم العلم و نقول إنما حصل له ذلك علما لا عينا و هذا موجود فليس من شرط من علم شيئا أن يراه و الرؤية للمعلوم أتم من العلم به من وجه و أوضح في المعرفة به فكل عين علم و ليس كل علم عينا إذ ليس من شرط من علم إن ثم مكة رآها و إذا رآها قطعنا أنه يعلمها و لا أريد الاسم فللعين درجة على العلم معلومة كما قيل

و لكن للعيان لطيف معنى لذا سأل المعاينة الكليم
بل أقول إن حقيقة سر القدم الذي هو حق اليقين لأنه لا يعاين فلم يشاهده لرجوعه لذات موجدة و لو علم ذات موجدة لكان نقصا في حقه فغاية كماله في معرفة نفسه بوجودها بعد أن لم تكن عينا هذا فصل عجيب إن تدبرته وقفت على عجائب فافهم

(تكملة)

[اتصال اللام بالراء-في الاسم الرحمن-نطقا]

اتصلت اللام بالراء اتصال اتحاد نطقا من حيث كونهما صفتين باطنتين فسهل عليهما الاتحاد و وجدت الحاء التي هي الكلمة المعبر عنها بالمقدور للراء منفصلة عن الراء التي هي القدرة ليتميز المقدور من القدرة و لئلا تتوهم الحاء المقدورة إنها صفة ذات القدرة فوقع الفرق بين القديم و المحدث فافهم يرحمك اللّٰه

[الرحمن:منكرا و معرفا]

ثم لتعلم إن رحمن هو الاسم و هو للذات و الألف و اللام اللذان للتعريف هما الصفات و لذلك يقال رحمان مع زوالهما كما يقال ذات و لا تسمى صفة معهما انظر في اسم مسيلمة الكذاب تسمى برحمان و لم يهد إلى الألف و اللام لأن الذات محل الدعوى عند كل أحد و بالصفات يفتضح المدعي فرحمان مقام الجمع و هو مقام الجهل أشرف ما يرتقى إليه في طريق اللّٰه الجهل به تعالى و معرفته الجهل به فإنها حقيقة العبودية قال تعالى وَ أَنْفِقُوا مِمّٰا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فجردك و مما يؤيد هذا قوله تعالى وَ مٰا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاّٰ قَلِيلاً و قوله اَلَّذِينَ آتَيْنٰاهُمُ الْكِتٰابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاٰوَتِهِ فبحقيقة الاستخلاف سلب مسيلمة و إبليس و الدجال و كان من حالهم ما علم فلو استحقوه ذاتا ما سلبوه البتة و لكن إن نظرت بعين التنقيذ و القبول الكلي لا بعين الأمر وجدت المخالف طائعا و المعوج مستقيما و الكل داخل في الرق شاءوا أم أبوا فأما إبليس و مسيلمة فصرحا بالعبودية و الدجال أبي فتأمل من أين تكلم كل واحد منهم و ما الحقائق التي لاحت لهم حتى أوجبت لهم هذه الأحوال

(تتمة) [اختفاء الالف و اللام نطقا في البسملة]

لما نطقنا بقوله بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ لم يظهر للالف و اللام وجود فصار الاتصال من الذات للذات و اللّٰه و الرحمن اسمان للذات فرجع على نفسه بنفسه و لهذا قال صلى اللّٰه عليه و سلم و أعوذ بك منك لما انتهى إلى الذات لم ير غيرا و قد قال أعوذ بك و لا بد من مستعاذ منه فكشف له عنه فقال منك و منك هو و الدليل عليه أعوذ و لا يصح أن يفصل فإنه في الذات و لا يجوز التفصيل فيها فتبين من هذا أن كلمة اللّٰه هي العبد فكما إن لفظة اللّٰه للذات دليل كذلك العبد الجامع الكلي فالعبد هو كلمة الجلالة قال بعض المحققين في حال ما أنا اللّٰه و قالها أيضا بعض الصوفية من مقامين مختلفين و شتان بين مقام المعنى و مقام الحرف الذي وجد له فقابل تعالى الحرف بالحرف أعوذ برضاك من سخطك و قابل المعنى بالمعنى و أعوذ بك منك و هذا غاية المعرفة

(خاتمة) [الفرق بين اللّٰه و الرحمن]

و لعلك تفرق بين اللّٰه و بين الرحمن لما تعرض لك في القرآن قوله تعالى اُعْبُدُوا اللّٰهَ و لم يقولوا و ما اللّٰه و لما قيل لهم اُسْجُدُوا لِلرَّحْمٰنِ قٰالُوا وَ مَا الرَّحْمٰنُ و لهذا كان النعت أولى من البدل عند قوم و عند آخرين البدل أولى لقوله تعالى قُلِ ادْعُوا اللّٰهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمٰنَ أَيًّا مٰا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمٰاءُ الْحُسْنىٰ فجعلها للذات و لم تنكر العرب كلمة اللّٰه فإنهم القائلون مٰا نَعْبُدُهُمْ إِلاّٰ لِيُقَرِّبُونٰا إِلَى اللّٰهِ زُلْفىٰ فعلموه و لما كان الرحمن يعطي الاشتقاق من الرحمة و هي صفة موجودة فيهم خافوا أن يكون المعبود الذي يدلهم عليه من جنسهم فأنكروا و قالوا وَ مَا الرَّحْمٰنُ لما لم يكن من شرط كل كلام أن يفهم معناه و لهذا قال قُلِ ادْعُوا اللّٰهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمٰنَ لما كان اللفظان راجعين إلى ذات واحدة و ذلك حقيقة العبد و الباري منزه عن إدراك التوهم و العلم المحيط به جل عن ذلك

(وصل) [في قوله:الرحيم من البسملة]

في قوله اَلرَّحِيمِ من البسملة الرحيم صفة محمد صلى اللّٰه عليه و سلم قال تعالى بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ و به كمال الوجود و بالرحيم تمت البسملة و بتمامها تم العالم خلقا و إبداعا و كان ع مبتدأ وجود

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست