responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 107

المبدل منه مثل قولنا جاء بي أخوك زيد فزيد بدل من أخيك بدل الشيء من الشيء و هما لعين واحدة فإن زيدا هو أخوك و أخاك هو زيد بلا شك و هذا مقام من اعتقد خلافه فما وقف على حقيقة و لا وحد قط موجدة و أما من أعربه نعتا فإنه أشار إلى مقام التفرقة في الصفة و هو مقام من روى خلق آدم على صورة الرحمن و هذا مقام الوراثة و لا نقع إلا بين غيرين مقام الحجاب بمغيب الواحد و ظهور الثاني و هو المعبر عنه بالمثل و فيما قررنا دليل على ما أضمرنا فافهم ثم أظهر من النون الشطر الأسفل و هو الشطر الظاهر لنا من الفلك الدائر من نصف الدائرة و مركز العالم في الوسط من الخط الذي يمتد من طرف الشطر إلى الطرف الثاني و الشطر الثاني المستور في النقطة هو الشطر الغائب عنا من تحت نقيض الخط بالإضافة إلينا إذ كانت رؤيتنا من حيث الفعل في جهة فالشطر الموجود في الخط هو المشرق و الشطر المجموع في النقطة هو المغرب و هو مطلع وجود الأسرار فالمشرق و هو الظاهر المركب ينقسم و المغرب و هو الباطن البسيط لا ينقسم و فيه أقول

عجبا للظاهر ينقسم و لباطنه لا ينقسم
فالظاهر شمس في حمل و الباطن في أسد جلم
حقق و انظر معنى سترت من تحت كنائفها الظلم
إن كان خفي هو ذاك بدا عجبا و اللّٰه هما القسم
فأفزع للشمس و دع قمرا في الوتر يلوح و ينعدم
و اخلع نعلي قدمي كوني علمي شفع يكن الكلم
و لذلك يتعلق العلم بالمعلومات و الإرادة الواحدة بالمرادات و القدرة الواحدة بالمقدورات فتقع القسمة و التعداد في المقدورات و المعلومات و المرادات و هو الشطر الموجود في الرقم و يقع الاتحاد و التنزه عن الأوصاف الباطنية من علم و قدرة و إرادة و في هذا إشارة فافهم و لما كانت الحاء ثمانية و هو وجود كمال الذات و لذلك عبرنا عنه بالكلمة و الروح فكذلك النون خامسة في العشرات إذ يتقدمها الميم الذي هو رابع فالنون جسماني محل إيجاد مواد الروح و العقل و النفس و وجود الفعل و هذا كله مستودع في النون و هي كلية الإنسان الظاهرة و لهذا ظهرت

(تتمة) [الفصل بين الميم و النون بالألف]

و إنما فصل بين الميم و النون بالألف مان إذ الميم ملكوتية لما جعلناها للروح و النون ملكية و النقطة جبروتية لوجود سر سلب الدعوى كأنه يقول أي يا روح الذي هو الميم لم نصطفك من حيث أنت لكن عناية سبقت لك في وجود علمي و لو شئت لاطلعت على نقطة العقل و نون الإنسانية دون واسطة وجودك فاعرف نفسك و اعلم أن هذا اختصاص بك مني من حيث أنا لا من حيث أنت فصحت الاصطفائية فلا تجلى لغيره أبدا فالحمد لله على ما أولى فتنبه يا مسكين في وجود الميم دائرة على صورة الجسم مع التقدم كيف أشار به إلى التنزه عن الانقسام و انقسام الدائرة لا يتناهى فانقسام روح الميم بمعلوماته لا يتناهى و هو في ذاته لا ينقسم ثم انظر الميم إذا انفصل وحده كيف ظهرت منه مادة التعريق لما نزل إلى وجود الفعل في عالم الخطاب و التكليف فصارت المادة في حق الغير لا في حق نفسه إذ الدائرة تدل عليه خاصة فما زاد فليس في حقه إذ قد ثبتت ذاته فلم يبق إلا أن يكون في حق غيره فلما نظر العبد إلى المادة مد تعريقا و هذا هو وجود التحقيق ثم اعلم أن الجزء المتصل بين الميم و النون هو مركز ألف الذات و خفيت الألف ليقع الاتصال بين الميم و النون بطريق المادة و هو الجزء المتصل و لو ظهرت الألف لما صح التعريق للميم لأن الألف حالت بينهما و في هذا تنبيه على قوله رَبِّ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ مٰا بَيْنَهُمَا الرَّحْمٰنِ وجود الألف المرادة هذا على من أعربه مبتدأ و لا يصح من طريق التركيب و الصحيح أن يعرب بدلا من الرب فتبقى الألف هنا عبارة عن الروح و الحق قائم بالجميع و الميم السموات و النون الأرض و إذا ظهرت الألف بين الميم و النون فإن الاتصال بالميم لا بالنون فلا تأخذ النون صفة أبدا من غير واسطة لقطعها و دل اتصالها بالميم على الأخذ بلا واسطة و العدم الذي صح به القطع فيه يفنى النون و يبقى الميم محجوبا عن سر قدمه بالنقطة التي في وسطه التي هي جوف دائرته بالنظر إلى ذاته بعد أن لم تكن فيما ظهر له

(سؤال و جوابه) [اختفاء سر القدم في الميم الملكوتية]

قيل فكيف

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست