responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 100

ذلك الشيء وجدت له من الوجوه ما يقابل به تلك الأسماء التي تدل عليها و هي الحقائق التي ذكرناها مثال ذلك ما ثبت لك في العلم الذي في ظاهر العقول و تحت حكمها في حق موجود ما فرد لا ينقسم مثل الجوهر الفرد الجزء الذي لا ينقسم فإن فيه حقائق متعددة تطلب أسماء إلهية على عددها فحقيقة إيجاده يطلب الاسم القادر و وجه إحكامه يطلب الاسم العالم و وجه اختصاصه يطلب الاسم المريد و وجه ظهوره يطلب الاسم البصير و الرائي إلى غير ذلك فهذا و إن كان فردا فله هذه الوجوه و غيرها مما لم نذكرها و لكل وجه وجوه متعددة تطلب من الأسماء بحسبها و تلك الوجوه هي الحقائق عندنا الثواني و الوقوف عليها عسير و تحصيلها من طريق الكشف أعسر

[أمهات الأسماء الإلهية]

و اعلم أن الأسماء قد نتركها على كثرتها إذا لحظنا وجوه الطالبين لها من العالم و إذا لم نلحظ ذلك فلنرجع و نلحظ أمهات المطالب التي لا غنى لنا عنها فنعرف إن الأسماء التي الأمهات موقوفة عليها هي أيضا أمهات الأسماء فيسهل النظر و يكمل الغرض و يتيسر التعدي من هذه الأمهات إلى البنات كما يتيسر رد البنات إلى الأمهات فإذا نظرت الأشياء كلها المعلومة في العالم العلوي و السفلي تجد الأسماء السبعة المعبر عنها بالصفات عند أصحاب علم الكلام تتضمنها و قد ذكرنا هذا في كتابنا الذي سميناه إنشاء الدوائر و ليس غرضنا في هذا الكتاب في هذه الأمهات السبعة المعبر عنها بالصفات و لكن قصدنا الأمهات التي لا بد لإيجاد العالم منها كما إنا لا نحتاج في دلائل العقول من معرفة الحق سبحانه إلا كونه موجودا عالما مريدا قادرا حيا لا غير و ما زاد على هذا فإنما يقتضيه التكليف فمجيء الرسول ع جعلنا نعرفه متكلما و التكليف جعلنا نعرفه سميعا بصيرا إلى غير ذلك من الأسماء فالذي نحتاج إليه من معرفة الأسماء لوجود العالم و هي أرباب الأسماء و ما عداها فسدنة لها كما إن بعض هذه الأرباب سدنة لبعضها فأمهات الأسماء الحي العالم المريد القادر القائل الجواد المقسط و هذه الأسماء بنات الاسمين المدبر و المفصل فالحي يثبت فهمك بعد وجودك و قبله و العالم يثبت أحكامك في وجودك و قبل وجودك يثبت تقديرك و المريد يثبت اختصاصك و القادر يثبت عدمك و القائل يثبت قدمك و الجواد يثبت إيجادك و المقسط يثبت مرتبتك و المرتبة آخر منازل الوجود فهذه حقائق لا بد من وجودها فلا بد من أسمائها التي هي أربابها فالحي رب الأرباب و المربوبين و هو الإمام و يليه في الرتبة العالم و يلي العالم المريد و يلي المريد القائل و يلي القائل القادر و يلي القادر الجواد و آخرهم المقسط فإنه رب المراتب و هي آخر منازل الوجود و ما بقي من الأسماء فتحت طاعة هؤلاء الأسماء الأئمة الأرباب

[أئمة الأسماء الإلهية]

و كان سبب توجه هؤلاء الأسماء إلى الاسم اللّٰه في إيجاد العالم بقية الأسماء مع حقائقها أيضا على إن أئمة الأسماء من غير نظر إلى العالم إنما هي أربعة لا غير اسمه الحي و المتكلم و السميع و البصير فإنه إذا سمع كلامه و رأى ذاته فقد كمل وجوده في ذاته من غير نظر إلى العالم و نحن لا نريد من الأسماء إلا ما يقوم بها وجود العالم فكثرت علينا الأسماء فعدلنا إلى أربابها فدخلنا عليهم في حضراتهم فما وجدنا غير هؤلاء الذين ذكرناهم و أبرزناهم على حسب ما شاهدناهم فكان سبب توجه أرباب الأسماء إلى الاسم اللّٰه في إيجاد أعياننا بقية الأسماء فأول من قام لطلب هذا العالم الاسم المدبر و المفصل عن سؤال الاسم الملك فعند ما توجه على الشيء عنه وجد المثال في نفس العالم من غير عدم متقدم و لكن تقدم مرتبة لا تقدم وجود كتقدم طلوع الشمس على أول النهار و إن كان أول النهار مقارنا لطلوع الشمس و لكن قد تبين أن العلة في وجود أول النهار طلوع الشمس و قد قارنه في الوجود فهكذا هو هذا الأمر فلما دبر العالم و فصله هذان الاسمان من غير جهل متقدم به أو عدم علم و انتشأت صورة المثال في نفس العالم تعلق اسمه العالم إذ ذاك بذلك المثال كما تعلق بالصورة التي أخذ منها و إن كانت غير مرئية لأنها غير موجودة كما سنذكره في باب مم وجد العالم

[أول أسماء العالم]

فأول أسماء العالم هذان الاسمان و الاسم المدبر هو الذي حقق وقت الإيجاد المقدر فتعلق به المريد على حد ما أبرزه المدبر و دبره و ما عملا شيئا من نشء هذا المثال إلا بمشاركة بقية الأسماء لكن من وراء حجاب هذين الاسمين و لهذا صحت لهما الإمامة و الآخرون لا يشعرون بذلك حتى بدت صورة المثال فرأوا ما فيه من الحقائق المناسبة لهم تجذبهم للتعشق بها فصار كل اسم يتعشق بحقيقته التي في المثال و لكن لا يقدر على التأثير فيها إذ لا تعطي الحضرة التي تجلى فيها هذا المثال فأداهم ذلك التعشق و الحب إلى الطلب و السعي و الرغبة في إيجاد صورة عين ذلك المثال ليظهر سلطانهم و يصح على الحقيقة وجودهم

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست