و العجب كلّ العجب من الشيخ الماهر المحدّث المعاصر الحاج النوري قدّس سرّه حيث إنّه رام في خاتمة المستدرك [2]اثبات وثاقة الرجل و الاعتماد على كتابه بإكثار الكليني رحمه اللّه،و الثقة الجليل محمّد بن العبّاس ابن ماهيار الرواية عنه،و برواية ابن إدريس [3]،و الشيخ حسن بن سليمان الحلّي في مختصر بصائر الدرجات [4]،و المحقّق الوحيد رحمه اللّه [5]عنه،ثمّ قال:و بالجملة؛فبعد رواية المشايخ العظام كالحميري،و الصفّار،و أبي عليّ
**)
أقول:العبارة مصحّفة؛و ذلك أنّ الظاهرية طائفة من العامّة و لم ينقل عن أحد الإشارة إلى عاميته،بل الّذي يظهر من رواياته أنّه من الخاصّة،و المظنون قويا أنّ العبارة كانت:و كان من كتّاب آل طاهر..فصحّفت إلى ما ذكر.
[3] قال ابن إدريس رحمه اللّه في مستطرفات السرائر:47 برقم 6:و من ذلك ما استطرفناه من كتاب السيّاري و اسمه أبو عبد اللّه صاحب موسى و الرضا عليهما السلام. و هو غريب؛فإنّه لم يذكر أحد أنّه أدرك الرضا أو الجواد عليهما السلام،بل كلّ من ذكره صرّح بكونه من أصحاب الإمام الهادي و العسكري عليهما السلام،و لعلّه كان سيّاري آخر في زمن الرضا عليه السلام لم يذكره علماء الرجال،و هو بعيد جدّا،و إن كان ممكنا،و ذلك أنّه إذا فرضنا أنّه من أصحاب الإمام الرضا عليه السلام المتوفّى سنة 202 و كان حين ذاك في العشرين من عمره،و عدّ من أصحاب الإمام العسكري عليه السلام الّذي تسنّم دست الإمامة سنة 254 كان قد عمّر عمرا طبيعيا أي أقل من مائة سنة،و اللّه العالم،فتفطّن.
[4] مختصر بصائر الدرجات للشيخ حسن بن سليمان الحلّي:28.
[5] تعليقة الوحيد البهبهاني المطبوعة على هامش منهج المقال:44-45.