من لم يرو عنهم عليهم السلام من رجاله بكونه مخلطا،فلا عبرة بشهادته بتخليط سدير.على أنّه قد وجد في بعض نسخ المنهج بدل قوله مخلطا:
مخلصا-بالصاد لا الطاء-فافهم.
الثاني:إنّه قد تقدّم [1]في ابنه:حنّان،رواية الكشي عن حمدويه،أنّه ذكر عن أشياخه،أنّ حنّان بن سدير واقفي،أدرك أبا عبد اللّه عليه السلام و لم يدرك أبا جعفر عليه السلام.و كان حمدويه يرتضي به شديدا.
و قد أبدل في بعض النسخ كلمة شديد-بالشين المعجمة في أوّله،و الدال المهملة في آخره-بالسين و الراء.
و قد عدّ جماعة-منهم الميرزا [2]رحمه اللّه-الرواية هنا ممّا يدلّ على مدح سدير،حتى أنّه في تعليقه [3]على كتابه جمع بين ذلك و بين دعوى كونه مخلطا،باحتمال أن يكون مرضيّا من حيث المذهب فقط،فلا ينافي التخليط.
و لكنّك خبير بأنّ نسخة الشين متقنة،و نسخة السين المهملة غير معتمدة، و لذا لم نعدّه ممّا يدّل على مدحه،فلاحظ و تدبّر [4].
[1] في صفحة:372-382 من المجلّد الرابع و العشرين برقم 7175.
[4] لا يخفى على من مارس أحوال الرواة و سبر تراجمهم،و وقف على رموز حياتهم و أوضاعهم الزمنية،حيث إنّ كثيرا من المصادر التي يستفاد منها حالاتهم قد فقدت،و إنّ كثيرا من الكلمات القادحة كانت مادحة أبدلت سهوا من النساخ إلى القادحة أو العكس، فمثلا في ترجمة سدير كان مخلطا،و هناك نسخة كان مخلصا،فكم فرق بين الجملتين-