و صنّف كتاب الغريب في القرآن.و ذكر شواهده من الشعر،فجاء فيما بعد، عبد الرحمن بن محمّد الأزدي *الكوفي،فجمع من كتاب أبان،و محمّد بن السائب الكلبي،و أبي روق بن عطيّة بن الحرث،فجعله كتابا واحدا،فبيّن ما اختلفوا فيه،و ما اتّفقوا عليه.فتارة:يجيء كتاب أبان مفردا،و تارة:يجيء مشتركا على ما عمله عبد الرحمن.
ثمّ أخذ-أعني الشيخ-في ذكر طريقه إلى الكتابين المفرد و المشترك.
و قال النجاشي [1]-بعد ذكر نسبه على ما مرّ،و ذكر عظم منزلته في أصحابنا، و ملاقاته الأئمّة الثلاثة،و نقله الرّوايات المزبورة ما لفظه-:و كان أبان رحمه اللّه مقدّما في كلّ فنّ من العلم في القرآن و الفقه و الحديث و الأدب [2]و اللّغة و النّحو..
إلى أن قال:و لأبان قراءة مقروّة مشهورة عند القرّاء.
ثمّ روى مسندا:عن محمّد بن موسى بن أبي مريم-صاحب اللّؤلؤ-أنّه قال:
سمعت أبان بن تغلب-و ما رأيت أحدا أقرأ منه قطّ-يقول:إنّما الهمزة رياضة **.
[3]
لوقت الحاجة و الاضطرار..انتهى. و في تهذيب الكمال 511/24،و البندار:الحافظ،جمع حديث بكدّه. و انظر تهذيب التهذيب 70/9،و سير اعلام النبلاء 144/12،و كذلك تاج العروس 60/3.
[2] في بلاغات النساء عن الأصمعي،عن أبان بن تغلب أخبارا أدبية.راجع صفحة:51 و 52،و 53،و 120،و 141.
**) قد فصّل في كتب الصرف أنّ العرب قد اختلفت في كيفية التكلّم بالهمزة،فقريش و أكثر أهل الحجاز خفّفها،لأنّها أدخل حروف الحلق،و لها نبرة كريهة تجري مجرى التهوّع،فثقلت