و ولّى شريح بن هاني الحارثي على طائفة منها إن انفردا،أمّا إذا اجتمعا فالأمير على الجميع زياد وحده،قاله نصر بن مزاحم في كتابه صفين [1].
و قال:إنّه عليه السلام أوصى زيادا عند عزمه على المسير بوصيّة ذكرها، فقال زياد:أوصيت يا أمير المؤمنين حافظا لوصيّتك،مؤدّبا بأدبك،يرى الرشد في إنفاذ [2]أمرك،و الغي في تضييع عهدك.
و لمّا كان يوم صفّين،و قسّم عليه السلام عسكر الكوفة أسباعا،جعله على مذحج و الأشعريّين خاصّة من اليمانيين.
و لا يخفى عليك أنّ التأمير المزبور منه عليه السلام يقضي بعدالة الرجل و ديانته،كما أوضحناه في فوائد المقدّمة [3].
[1]
-و في 202/5،قال:إذ مرّ بزياد بن النضر مستلحما،فقال الأشتر:هذا و اللّه الصبر الجميل،هذا و اللّه الفعل الكريم..إلى أن قال:لمّا صرع زياد بن النضر دفع رايته لأهل الميمنة..،و في شرح النهج 294/2،بسنده:..عن زياد بن النضر الحارثي،قال: كنت عند زياد،و قد أتى برشيد الهجري،و كان من خواص أصحاب علي عليه السلام، فقال له زياد:ما قال خليلك لك إنّا فاعلون بك..
[1] وقعة صفين لنصر بن مزاحم:122،و قد حكاه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 191/3 كذلك.