و روى أبو بكر الهذلي [1]إنّ رجلا قال للحسن:يا أبا سعيد!إنّ الشيعة تزعم أنّك تبغض عليا عليه السلام..فأكبّ يبكي طويلا،ثم رفع رأسه،فقال:لقد فارقكم بالأمس؛رجل كان سهما من مرامي اللّه عزّ و جلّ على عدوّه،ربّاني هذه الأمة،ذو شرفها و فضلها،و ذو قرابة من النبي صلّى اللّه عليه و آله قريبة لم يكن بالنؤمة *عن أمر اللّه،و لا بالغافل عن حقّ اللّه،و لا بالسروقة من مال اللّه،أعطى القرآن عزائمه فيما له و عليه،فأشرف منها على رياض مونقة، و أعلام مبيّنة،ذلك علي بن أبي طالب،يا لكع!
و كان الحسن البصري إذا أراد أن يحدّث في زمن بني أميّة عن علي عليه السلام،قال:قال أبو زينب.
و عدّوه من الزهّاد الثمانية،و جميع كلامه في الوعظ و ذمّ الدنيا،و هو بارع الفصاحة،بليغ المواعظ،كثير العلم.و جلّ مواعظه مأخوذة من كلام أمير المؤمنين عليه السلام.
و نقل في التكملة [2]،عن التقي المجلسي رحمه اللّه أنّه كتب بخطه:الحسن البصري أبو سعيد من الزهّاد الثمانية،و تقدّم [3]في أويس،و الذي يظهر من كتاب سليم بن قيس الهلالي أنّه كان جليل القدر،عظيم الشأن.و كان يتّقي من زياد بن أبيه،و ابنه عبيد اللّه،و الحجّاج بأمر مولانا أمير المؤمنين عليه السلام.
انتهى كلام التقي.
[1] كما ذكر ذلك السيّد المرتضى رحمه اللّه في أماليه 162/1.
*) روى ذلك في عبد اللّه بن عمرو المكنى ب:الكراء،و يحتمل التعدد.[منه(قدّس سرّه)].