و أقول:إن كان ذلك من الشهيد الثاني لإفادة أنّ هناك ثابتا آخر ابن أسلم، أدرج ترجمته في ترجمة ثابت هذا فلا مانع منه.و إن كان غرضه نقل ذلك في هذه الترجمة بزعم اتّحاد ثابت هذا مع ثابت بن أسلم-كما استفاده منه الميرزا رحمه اللّه [1]-فذلك اشتباه؛فإنّ ثابت بن أسلم تابعي مات في التاريخ الذي ذكره حتف أنفه.و ثابت هذا قتل بصفّين قبل ذلك التاريخ بمدّة مديدة؛فإنّ وقعة صفّين قبل شهادة أمير المؤمنين عليه السلام الواقعة في حدود سنة الأربعين من الهجرة [2].
و كيف كان؛فلم يوثّق الرجل صريحا.و لذا عدّه الحاوي في الضعفاء،و لكن شهادته تحت راية أمير المؤمنين عليه السلام تشهد بوثاقته،فإنّ من له ملكة بذل نفسه لطاعة الإمام عليه السلام في سبيل اللّه تعالى،له ملكة اجتناب الكبائر بلا شبهة.هب أنّ قبل حضوره صفّين لم يعلم كونه ذا ملكة،إلاّ أنّ حضوره صفّين يكشف عنها.
و قد بيّنّا في مقدّمات الكتاب [3]أنّ عدالة الراوي في آخر عمره تكفي في حجّية خبره،بعد قضاء عدم بيانه للكذب في أخباره التي رواها قبل ذلك
[2] غير خفي بأنّ المترجم كان بدريا،و استشهد تحت راية أمير المؤمنين عليه السلام بصفّين،و ثابت بن أسلم البناني الذي ذكره في الإكمال من التابعين الذين رووا عن أنس ابن مالك،و مات سنة 137 أو سنة 133..،و فوارق أخرى،فالتعدّد قطعي لا ريب فيه.
[3] الفوائد الرجالية المطبوعة في أول تنقيح المقال 217/1 الفرع الأوّل من الطبعة الحجرية.