و قال:إنّه هو المنادي من وراء الحجرات،يعني أنّه الذي نزلت الآية [1]لأجله.
و ورد أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله نفله من غنائم حنين من سهم المؤلّفة قلوبهم مائة ناقة،و إسلامه صريحا مرويّ إلاّ أنّه مجهول الحال O .
و مثله الحال في:
[3]
بني تميم كانا معه،فلمّا دخل وفد بني تميم المسجد نادوا النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من وراء حجرته أن اخرج إلينا يا محمّد!فآذى ذلك من صياحهم النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،فخرج إليهم،فقالوا:يا محمد!جئنا نفاخرك!و نزل فيهم القرآن: إِنَّ الَّذِينَ يُنٰادُونَكَ مِنْ وَرٰاءِ الْحُجُرٰاتِ أَكْثَرُهُمْ لاٰ يَعْقِلُونَ [سورة الحجرات(49):4] و كان فيهم الزبرقان بن بدر،و قيس بن عاصم،و جماعة سماهم ابن إسحاق،و الأقرع ابن حابس هو القائل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:إنّ مدحي زين،و ذمّي شين،و قد روي أنّ قائل ذلك شاعر كان لهم غير الأقرع بن حابس،و اللّه أعلم. و في الإصابة 72/1 برقم 231 بعد أن عنونه قال:عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن الأقرع بن حابس أنّه نادى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من وراء الحجرات: يا محمد!فلم يجبه،فقال:يا محمد!و اللّه إنّ حمدي الزين و إنّ ذمي الشين،فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:«ذلكم اللّه». و قريب منه في اسد الغابة 107/1.
[1] في الإصابة 73/1 برقم 231 بسنده:..إنّ عيينة و الأقرع استقطعا أبا بكر أرضا،فقال لهما عمر:إنّما كان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يتألفكما على الإسلام،فأمّا الآن فاجهدا جهدكما و قطّع الكتاب،و كذا في تجريد أسماء الصحابة 26/1 برقم 221، و الوافي بالوفيات 307/9 برقم 4239..و غيرهما.
O ) حصيلة البحث إنّ كونه من المؤلّفة قلوبهم،و إنّه ممّن نادى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من وراء الحجرة،يجعله من أضعف الضعفاء،و ممّن لا يعقلون،و كفى في خبث هذا الأنوك مفاخرته مع أشرف خلق اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،فعليه يعدّ ضعيفا منافقا ملعونا خبيثا،لا مجهولا.