لا يمكن درج ما لهذا الكتاب من مزايا جمّة،و مميّزات مهمّة،مع دقّة و تحقيق..كما لا يسعنا إحصاء فوائده،و جمع خصائصه..فهو فضلا عمّا له من إتقان في ما نقله و ضبط لما ذكره..فقد سعى-طاب رمسه-لاستقصاء ما وسعه من رجال الحديث و الرواة من الصحابة و التابعين و أصحاب الأئمة الميامين صلوات اللّه عليهم أجمعين..و غيرهم،و نقل عين عبارات أصحاب الجرح و التعديل،ثم ذكر ما له و عليه من نظر و تحقيق،و حذف ما تداوله الرجاليون من رموز و إشارات-التي كانت متداولة زمن ابن داود صاحب الرجال و من تابعه-حيث أبطلها بعد أن أثبت ما فيها من مفاسد، و حقّق ما وسعه و بما لا مزيد عليه في الرجال في توضيح ما ينفع في مقام الجرح و التعديل على أن يكون واضحا في حكمه بمثل(حاله عندي مجهول)أو(لم يتبين لي حاله)أو(لم أستثبت حاله)..و أمثال ذلك.
و لذا فإنّ مصطلحه قدّس سرّه في كون الرجل مجهولا هو أنّه مجهول عنده، لا أنّه مجهول باصطلاح الرجاليين،أو أنّه قد حكم الرجاليون بجهالته..و قد