responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی    جلد : 2  صفحه : 86

القرابة من الرسول، فانظر من طلع عليك من الآفاق، ممن سحرهم ابن الزبير بلسانه، و زخرف قوله، فاعلمهم برأيك، فإنهم منك أسمع و لك أطوع، من المحل للحرم المارق.

فكتب إليه ابن عباس:

أما بعد: فقد جاءني كتابك، تذكر دعاء ابن الزبير إياي إلى بيعته، و الدخول في طاعته، فإن يكن ذلك كذلك، فإني، و اللّه، ما أرجو بذلك برك و لا حمدك، و لكن اللّه بالذي أنوي به عليم، و زعمت أنك غير ناس بري، و تعجيل صلتي، فاحبس، أيها الإنسان برّك، و تعجيل صلتك، فإني حابس عنك ودي، فلعمري، ما تؤتينا مما لنا قبلك من حقنا إلاّ اليسير، و أنك لتحبس منه عنا العريض الطويل، و سألتني أن أحثّ الناس إليك، و أن أخذلهم من ابن الزبير، فلا ولاء، و لا سرورا و لا حبا، إنّك تسألني نصرتك و تحثني على ودك، و قد قتلت حسينا، و فتيان عبد المطلب، مصابيح الدّجى، و نجوم الهدى، و أعلام التقى، غادرتهم خيولك بأمرك في صعيد واحد، مزملين بالدماء، مسلوبين بالعراء، لا مكفنين، و لا موسّدين، تسفي عليهم الرياح، و تنتابهم عرج الضباع، حتى أتاح اللّه لهم بقوم لم يشركوا في دمائهم، كفنوهم و أجنوهم، و بي و بهم و اللّه غروب، و جلست مجلسك الذي جلست.

فما أنسى من الأشياء، فلست بناس إطرادك حسينا من حرم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إلى حرم اللّه، و تسييرك إليه الرجال لتقتله في حرم اللّه، فما زلت بذلك و على ذلك حتى أشخصته من مكة إلى العراق، فخرج خائفا يترقب، فزلزلت به خيلك عداوة منك للّه و لرسوله، و لأهل بيته الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، اولئك لا كآبائك الجفاة الأجلاف، أكباد الحمير.

نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی    جلد : 2  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست