نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی جلد : 2 صفحه : 62
بعد اليأس منها، و عرفني الاستجابة منه لي في قديم دعائي.
فقال عبيد اللّه: اضربوا عنقه، فضربت و صلب. ثمّ دعا ابن زياد بجندب بن عبد اللّه، فقال له: يا عدوّ اللّه! أ لست صاحب علي بن أبي طالب يوم صفين؟ قال: نعم، و لا زلت له وليا و لكم عدوا، لا أبرأ من ذلك إليك و لا أعتذر في ذلك و أتنصل منه بين يديك، فقال ابن زياد له: أما إني سأتقرب إلى اللّه بدمك، فقال جندب: و اللّه، ما يقربك دمي إلى اللّه، و لكنه يباعدك منه، و بعد، فإني لم يبق من عمري إلاّ أقله، و ما أكره أن يكرمني اللّه بهوانك، فقال: اخرجوه عني، فانه شيخ قد خرف و ذهب عقله، فاخرج و خلي سبيله.
عدنا إلى حديثنا قال: ثم دعا عبيد اللّه بن زياد زحر بن قيس الجعفي، فأعطاه رأس الحسين، و رءوس إخوته و أهل بيته و شيعته، و دعا بعلي بن الحسين فحمله و حمل عماته و أخواته و جميع نسائهم معه إلى يزيد، فسار القوم بحرم رسول اللّه من «الكوفة» إلى بلد «الشام» على محامل بغير و طاء، من بلد إلى بلد، و من منزل إلى منزل، كما تساق الترك و الدّيلم، و سبق زحر بن قيس برأس الحسين عليه السّلام إلى «دمشق» حتى دخل على يزيد، فسلم عليه و دفع إليه كتاب عبيد اللّه بن زياد. فأخذ يزيد الكتاب، و وضعه بين يديه، ثم قال لزحر: هات ما عندك يا زحر! فقال زحر: أبشر يا أمير المؤمنين! بفتح اللّه عليك و بنصره إياك، فإنه قد ورد علينا الحسين بن علي في اثنين و ثمانين رجلا من إخوته و أهل بيته و شيعته، فسرنا إليهم و سألناهم أن يستسلموا و ينزلوا على حكم الأمير عبيد اللّه فأبوا علينا، فقاتلناهم من وقت شروق الشمس إلى أن أضحى النهار، فلما اخذت السيوف مآخذها من هام الرجال، جعلوا يتوقلون إلى غير وزر، و يلوذون منا بالآكام
نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی جلد : 2 صفحه : 62