نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی جلد : 2 صفحه : 46
الأنفاس؛ و سكنت الأجراس، فقالت: الحمد للّه و الصلاة على أبي محمد رسول اللّه، و على آله الطيبين الأخيار آل اللّه، و بعد: يا أهل الكوفة! و يا أهل الختل، و الخذل، و الغدر! أ تبكون؟ فلا رقأت الدمعة، و لا هدأت الرنة، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، أ تتخذون إيمانكم دخلا بينكم؟ ألا و هل فيكم إلا الصلف، و الطنف، و الشنف، و النطف [1]و ملق الإماء، و غمز الأعداء، أو كمرعى على دمنة، أو كقصة [2]على ملحودة! ألا ساء ما قدّمت لكم أنفسكم، إن سخط اللّه عليكم و في العذاب أنتم خالدون أ تبكون و تنتحبون؟ إي و اللّه، فابكوا كثيرا، و اضحكوا قليلا، فلقد ذهبتم بعارها و شنارها، و لن ترحضوها بغسل بعدها أبدا.
و أنّى ترحضون قتل سليل خاتم الأنبياء؛ و سيد شباب أهل الجنّة؛ و ملاذ خيرتكم؛ و مفزع نازلتكم؛ و منار حجتكم، و مدره [3]ألسنتكم، ألا ساء ما تزرون، و بعدا لكم و سحقا! فلقد خاب السعي و تبت الأيدي، و خسرت الصفقة، و بؤتم بغضب من اللّه، و ضربت عليكم الذلة و المسكنة.
ويلكم، يا أهل الكوفة! أ تدرون أي كبد لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فريتم، و أي دم له سفكتم، و أي كريمة له أبرزتم، و أي حريم له أصبتم، و أي حرمة له انتهكتم؟ لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا، تَكٰادُ اَلسَّمٰاوٰاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ، وَ تَنْشَقُّ اَلْأَرْضُ، وَ تَخِرُّ اَلْجِبٰالُ هَدًّا مريم/89، إنّ ما جئتم بها لصلعاء، عنقاء، سوءاء، فقماء، خرقاء، شوهاء كطلاع الأرض و ملاء السماء، أ فعجبتم أن قطرت السماء دما؟ و لعذاب الآخرة اشد و أخزى و أنتم لا تنصرون، فلا
[1] الأول الوقاحة و الثاني فساد الأخلاق و الثالث الكراهة و الرابع النجاسة.