نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی جلد : 2 صفحه : 44
الدم في الشتاء، و ييبسان في في الصيف كأنهما عود.
و قال بعض من شهد الوقعة: ما رأيت مكثورا قط قتل ولده، و إخوته، و بنو عمّه، و أهل بيته، أربط جأشا، و لا أمضى جنانا، و لا أجرى من الحسين عليه السّلام، و لا رأيت قبله و لا بعده مثله، لقد رأيت الرجال تنكشف عنه إذا شدّ فيهم انكشاف المعزى إذا عاث فيها الذئب.
قال: ثمّ إن عمر بن سعد، نادى: من ينتدب الحسين فيوطئه فرسه فانتدب له عشرة نفر، منهم: إسحاق الحضرمي، و منهم: الأخنس بن مرثد الحضرمي، القائل في ذلك:
نحن رضضنا الظهر بعد الصدر بكلّ يعبوب شديد الأسر حتى عصينا اللّه ربّ الأمر بصنعنا مع الحسين الطهر فداسوا حسينا بخيولهم، حتى رضوا صدره و ظهره، فسئل عن ذلك، فقال: هذا أمر الأمير عبيد اللّه.
قال: ثمّ دفع الرأس إلى خولي بن يزيد الأصبحي، ليحمله إلى عبيد اللّه بن زياد، و أقام عمر بن سعد يومه ذلك إلى الغد، فجمع قتلاه فصلى عليهم و دفنهم، و ترك الحسين و أهل بيته و أصحابه، فلمّا ارتحلوا الى الكوفة و تركوهم على تلك الحالة عمد أهل الغاضرية من بني أسد فكفنوا أصحاب الحسين، و صلّوا عليهم، و دفنوهم، و كانوا اثنين و سبعين رجلا.
قال: ثم أذن عمر بن سعد بالناس في الرحيل إلى الكوفة، و حمل بنات الحسين، و أخواته، و عليّ بن الحسين، و ذراريهم، فلما مروا بجثة الحسين و جثث أصحابه، صاحت النساء، و لطمن وجوههن، و صاحت زينب: يا محمداه! صلى عليك مليك السماء، هذا حسين بالعراء، مزمل بالدماء، معفر بالتراب، مقطع الأعضاء، يا محمداه! بناتك في العسكر
نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی جلد : 2 صفحه : 44