نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی جلد : 2 صفحه : 43
إلى الفرس ليس عليه أحد، رفعن أصواتهنّ بالصراخ و العويل، و وضعت أمّ كلثوم يدها على أم راسها، و نادت: وا محمّداه! وا جداه! وا نبياه! وا أبا القاسماه! وا علياه! وا جعفراه! وا حمزتاه! وا حسناه! هذا حسين بالعراء، صريع بكربلاء، محزوز الرأس من القفا، مسلوب العمامة و الرداء، ثمّ غشي عليها، و أقبل الأعداء حتى أحدقوا بالخيمة، و معهم شمر بن ذي الجوشن، فقال: ادخلوا فاسلبوا بزّتهن. فدخل القوم فأخذوا كلّ ما كان بالخيمة حتى أفضوا إلى قرط كان في اذن أمّ كلثوم-اخت الحسين-فأخذوه و خرموا اذنها، حتى كانت المرأة لتنازع ثوبها على ظهرها حتى تغلب عليه.
و أخذ قيس بن الأشعث قطيفة للحسين، كان يجلس عليها، فسمي لذلك: «قيس قطيفة» ، و أخذ نعليه رجل من الأزد، يقال له: «الأسود» ، ثمّ مال الناس على الورس و الخيل و الإبل فانتهبوها.
قال: حميد بن مسلم: انتهيت إلى علي بن الحسين، و هو مضطجع على فراش له و هو مريض، و إذا شمر مع رجال، يقولون له: أ لا نقتل هذا المريض؟ فقلت له: سبحان اللّه! ما معنى قتل المرضى من الصبيان؟ و ما زلت به ادافع عنه حتى جاء عمر بن سعد، فقال: ألا لا يدخلنّ أحد بيوت هذه النسوة، و لا يتعرض لهذا الغلام المريض أحد، و من أخذ من متاعهم شيئا فليرده.
قال: فو اللّه، ما ردّ واحد منهم شيئا غير أنهم كفوا، فقال لي عليّ بن الحسين: جزيت من رجل خيرا، فقد رفع اللّه عني بمقالتك شرّ هؤلاء، و قال عبيد اللّه بن عمار: رأيت على الحسين سراويل تلمع ساعة قتل، فجاء أبجر ابن كعب فسلبه و تركه مجرّدا.
و ذكر محمد بن عبد الرحمن: إنّ يدي أبجر بن كعب كانتا ينضحان
نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی جلد : 2 صفحه : 43