responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی    جلد : 2  صفحه : 39

ثم حمل عليهم كالليث المغضب، فجعل لا يلحق أحدا إلاّ بعجه بسيفه و ألحقه بالحضيض، و السهام تأخذه من كل ناحية، و هو يتلقاها بنحره و صدره، و يقول: «يا أمّة السوء! بئسما خلفتم محمدا صلّى اللّه عليه و آله في عترته، أما إنكم لن تقتلوا بعدي عبدا من عباد اللّه الصالحين، فتهابوا قتله، بل يهون عليكم عند قتلكم إياي، و ايم اللّه، إني لأرجو أن يكرمني ربي بهوانكم، ثمّ ينتقم منكم من حيث لا تشعرون» .

فصاح به الحصين بن مالك السكوني: يا ابن فاطمة! بما ذا ينتقم لك منّا؟ فقال: «يلقي بأسكم بينكم، و يسفك دماءكم، ثم يصبّ عليكم العذاب الأليم» . ثم جعل يقاتل حتى أصابته اثنتان و سبعون جراحة، فوقف يستريح و قد ضعف عن القتال، فبينا هو واقف إذ أتاه حجر فوقع على جبهته، فسالت الدماء من جبهته، فأخذ الثوب ليمسح عن جبهته فأتاه سهم محدّد، مسموم، له ثلاث شعب، فوقع في قلبه، فقال الحسين عليه السّلام: «بسم اللّه و باللّه و على ملة رسول اللّه-و رفع رأسه الى السماء-، و قال: إلهي! إنك تعلم أنهم يقتلون رجلا ليس على وجه الأرض ابن نبي غيره» .

ثم أخذ السهم و أخرجه من وراء ظهره فانبعث الدم كالميزاب، فوضع يده على الجرح، فلما امتلأت دما رمى بها إلى السماء، فما رجع من ذلك قطرة، و ما عرفت الحمرة في السماء حتى رمى الحسين بدمه إلى السماء، ثمّ وضع يده على الجرح ثانيا، فلما امتلأت لطخ بها رأسه و لحيته، و قال: «هكذا، و اللّه، أكون حتى ألقى جدي محمدا صلّى اللّه عليه و آله و أنا مخضوب بدمي، و أقول: يا رسول اللّه! قتلني فلان و فلان» .

ثم ضعف عن القتال فوقف مكانه، فكلما أتاه رجل من الناس و انتهى إليه، انصرف عنه، و كره أن يلقى اللّه بدمه، حتى جاءه رجل من كندة، يقال

نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی    جلد : 2  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست