responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی    جلد : 2  صفحه : 305

فأجابه الحسين عليه السّلام: إنّك دعوت إلى الأمان و البرّ و الصلة، فخير الأمان أمان اللّه و لن يؤمن اللّه يوم القيامة من لم يخفه في الدنيا، فنسأل اللّه مخافة في الدنيا توجب لنا أمانه يوم القيامة.

ثم راح الحسين عليه السّلام يخطب الناس قائلا: أيها الناس أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال: من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم اللّه ناكثا لعهد اللّه مخالفا لسنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يعمل في عباده بالاثم و العدوان فلم يغيّر عليه بفعل و لا قول كان حقا على اللّه أن يدخله مدخله ألا و ان هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان و تركوا طاعة الرحمن و اظهروا الفساد و عطّلوا الحدود و استأثروا بالفيء و أحلّوا حرام اللّه و حرّموا حلاله.

فقلت في نفسي: يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و يا ابن أمير المؤمنين عليه السّلام إن كان الرائي لجور سلطان و لم يغير عليه بفعل أو قول يكون حقا على اللّه أن يدخله مدخله فما حال من سولت لهم أنفسهم فأصبحوا يرون جور الجائرين عدلا و صلاحا، و إذا كان عدم التغيير بعد مشاهدة الجور للجائرين مقتضيا لاستحقاق أن يدخل اللّه الرائي مدخل الظالم فما يكون شأن من يوجّه أعمال الجائرين و هو من العلماء و العارفين و يدعي أن تلك الأعمال من سنن النبيين و خلفائهم الطاهرين.

فأخذ الحسين عليه السّلام يجد السير حثيثا نحو الكوفة و قد كتب عبيد اللّه بن زياد الى عمر بن سعد أن لقيت حسينا و قد نزل هو و أصحابه على حكمنا و استسلموا فابعث بهم إليّ سلما و إن أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم و تمثّل بهم فإنهم لذلك مستحقون فإن قتل حسين فأوط الخيل صدره و ظهره فانه عاقّ مشاق قاطع ظلوم.

أجل هكذا يجب أن يرسم الشرع القويم على أيدي ولاة أمراء المؤمنين

نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی    جلد : 2  صفحه : 305
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست