responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی    جلد : 2  صفحه : 249

ما وراءك يا بني؟ فقال له: ورائي إنّ هذا الرجل ظهر على الكوفة و سائر البلاد، و قد استوسق له الأمر و أطاعه الناس جميعا، و قد سأل عنك و ذكرك و أخاف أن يبطش بقتلة الحسين، فلم يغادر منهم أحدا، و أنت ممن أساء الى الحسين، و ليس جلوسك هنا بشيء، لأنه ليس معك جيش تمتنع به، و أنت بالكوفة أعزّ منك هنا.

فتبسم محمد و قال: يا بني! إني قد علمت بأنك لم تأتني و تعرض عليّ هذا الرأي إلاّ خوفا من المختار، ثمّ التفت إلى من كان عنده فقال: إنّ ابني هذا له نخل بالكوفة على شاطئ الفرات، و إنما يريد أن أكون بالكوفة حتى يأمن هو في نخله و ماله، و لا يضره ما يفعل بأبيه، و أنا لست ابالي بذلك النخل، كان أو لم يكن، و لم يزل عبد الرحمن يلين لأبيه تارة و يشتدّ تارة، و يرغبه تارة و يخوفه اخرى حتى أجابه إلى ما أراد، و قدم معه الكوفة، و دخل على المختار و سلّم عليه؛ فقربه و أدناه و منّاه. و جعل المختار يجلس غدوة و عشية فيقضي بين الخصمين بنفسه فإذا أعاقه عائق أمر شريحا أن يجلس فيقضي، فقال له الناس: إنه عثماني الرأي، و أنه شهد على حجر بن عدي، و أنه لم يبلغ عن هاني بن عروة ما أرسله به إلى قومه، و أنه كان عليّ عليه السّلام قد عزله عن القضاء، فخافهم شريح فتمارض، فجعل المختار مكانه عبد اللّه بن عتبة بن مسعود فمرض، فجعل مكانه عبد اللّه بن مالك الطائي و أحب الناس المختار حبا شديدا و در له حلب البلاد و حمل إليه الخراج من جميع عماله.

ثم إن المختار أرسل الى وجوه أصحابه فجمعهم عنده و قال: إنه و اللّه، إني ليس يسوغ لي الطعام و لا احبّ أن اروى من الماء و قتلة الحسين بن علي أحياء يمشون في الأرض، و قد استوسق لي الأمر؛ و أطاعني الناس بسببهم،

نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی    جلد : 2  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست