نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی جلد : 2 صفحه : 19
اللّه يا مسلم! فَمِنْهُمْ مَنْ قَضىٰ نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ مٰا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً الأحزاب/23، و دنا منه حبيب بن مظاهر، فقال له: عزّ و اللّه، عليّ مصرعك يا مسلم! أبشر بالجنة. فقال قولا ضعيفا: بشرك اللّه بخير، فقال له حبيب: لو لا أني أعلم أني لا حقّ بك في أثرك من ساعتي هذه، لأحببت أن توصي إليّ بكل ما أهمّك، حتى أحفظك في ذلك، لما أنت أهله في القرابة و الدين، فقال له: بلى، اوصيك بهذا رحمك اللّه، -و أومأ إلى الحسين-أن تموت دونه. فقال له: أفعل و ربّ الكعبة، فما أسرع من أن مات، فصاحت جارية له: يا سيداه! يا بن عوسجتاه! فنادى أصحاب عمر بن سعد مستبشرين: قتلنا مسلم بن عوسجة، فقال شبث بن ربعي لبعض من حوله: ثكلتكم امهاتكم! أما أنكم تقتلون أنفسكم بأيديكم، و تذلون عزّكم، أ تفرحون أن يقتل مثل مسلم بن عوسجة؟ أما و الذي أسلمت له، لربّ موقف له في المسلمين كريم، و اللّه، لقد رأيته يوم «آذربيجان» قتل ستّة من المشركين قبل أن تلتئم خيول المسلمين.
قال: ثمّ حمل شمر بن ذي الجوشن فثبتوا له، و قاتل أصحاب الحسين قتالا شديدا، و إنما هم اثنان و ثلاثون فارسا، فلا يحملون على جانب من أهل الكوفة إلاّ كشفوه، فدعا عمر بن سعد بالحصين بن نمير في خمسمائة من الرماة، فأقبلوا حتى دنوا من الحسينوأصحابه، فرشقوهم بالنبل، فلم يلبثوا أن عقروا خيولهم، و قاتلوهم حتى انتصف النهار، و اشتد القتال، و لم يقدر أصحاب ابن سعد أن يأتوهم إلاّ من جانب واحد، لاجتماع أبنيتهم و تقارب بعضها من بعض. فأرسل عمر بن سعد الرجال ليقوّضوا الأبنية من عن شمائلهم و أيمانهم ليحيطوا بها، و أخذ الثلاثة و الأربعة من أصحاب الحسين يتخللون بينها فيشدون على الرجل و هو يقوّض و ينتهب،
نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی جلد : 2 صفحه : 19