responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی    جلد : 2  صفحه : 16

ثم حمل، فلم يزل يقاتل حتى قتل جماعة، فرجع إلى أمه و امرأته فوقف عليهما، فقال: يا اماه! أرضيت عني؟ فقالت: ما رضيت، أو تقتل بين يدي ابن بنت رسول اللّه، فقالت له امرأته: أسألك باللّه أن لا تفجعني بنفسك، فقالت له امّه: لا تسمع قولها، و ارجع فقاتل بين يدي ابن بنت رسول اللّه ليكون غدا شفيعك عند ربّك. فتقدّم و هو يقول:

إني زعيم لك أمّ وهب بالطعن فيهم تارة و الضرب
فعل غلام مؤمن بالرب حتى يذيق القوم مرّ الحرب
إني امرؤ ذو مرّة و عصب و لست بالخوار عند النكب
حسبي بنفسي من عليم حسبي إذا انتميت في كرام العرب
و لم يزل يقاتل حتى قطعت يمينه، فلم يبال، و جعل يقاتل حتى قطعت شماله، ثمّ قتل، فجاءت إليه أمه تمسح الدّم عن وجهه، فأبصرها شمر بن ذي الجوشن، فأمر غلاما له فضربها بالعمود حتى شدخها و قتلها، فهي أوّل امرأة قتلت في حرب الحسين عليه السّلام.

و ذكر مجد الأئمة السرخسكي، عن أبي عبد اللّه الحدّاد: أن وهب بن عبد اللّه هذا، كان نصرانيا، فأسلم هو و أمه على يد الحسين عليه السّلام، و أنّه قتل في المبارزة أربعة و عشرين رجلا، و اثني عشر فارسا، فاخذ أسيرا، و اتي به عمر بن سعد، فقال له: ما أشدّ صولتك! ثم أمر فضرب عنقه، و رمي برأسه إلى عسكر الحسين، فأخذت أمه الرأس فقبلته، ثم شدّت بعمود الفسطاط، فقتلت به رجلين، فقال لها الحسين: «ارجعي أمّ وهب! فإنّ الجهاد مرفوع عن النساء» . فرجعت، و هي تقول: إلهي لا تقطع رجائي، فقال لها الحسين: «لا يقطع اللّه رجاك، يا أمّ وهب! ، أنت و ولدك مع رسول اللّه و ذريته في الجنّة» .

نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی    جلد : 2  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست