responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی    جلد : 2  صفحه : 112

نزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بخيمة خالتي و معه أصحاب له، فكان من أمره في الشاة ما قد عرفه الناس، فقال [1]في الخيمة هو و أصحابه حتى أبرد، و كان اليوم قايظا شديدا حرّه، فلما قام من رقدته، دعا بماء فغسل يديه فأنقاهما، ثم مضمض فاه و مجه على عوسجة كانت إلى جنب خيمة خالتي ثلاث مرات، و استنشق ثلاثا، و غسل وجهه ثلاثا، و ذراعيه ثلاثا، ثم مسح برأسه ما أقبل منه و أدبر مرة واحدة، ثم غسل رجليه ظاهرهما و باطنهما، و اللّه، ما عاينت أحدا فعل ذلك.

ثم قال: «إنّ لهذه العوسجة شأنا» .

ثم فعل من كان معه من أصحابه مثل ذلك، ثم قام فصلّى ركعتين، فعجبت أنا و فتيات الحي من ذلك، و ما كان عهدنا بالصلاة و لا رأينا مصليا قبله، فلمّا كان من الغد أصبحنا و قد علت العوسجة حتى صارت كأعظم دوحة عالية و أبهى، و قد خضد اللّه شوكها، و وشجت عروقها، و كثرت أفنانها، و اخضر ساقها و ورقها، ثم أثمرت بعد ذلك فأينعت بثمر كان كأعظم ما يكون من الكمأة في لون الورس المسحوق، و رائحة العنبر و طعم الشهد، و اللّه، ما أكل منها جائع إلاّ شبع، و لا ظمآن إلا روي، و لا سقيم إلاّ برئ، و لا ذو حاجة و فاقة إلاّ استغنى، و لا أكل من ورقها بعير و لا ناقة و لا شاة إلا سمنت و در لبنها، فرأينا النماء و البركة في أموالنا منذ يوم نزل عليه السّلام، و اخصبت بلادنا و امرعت، فكنا نسمي تلك الشجرة: «المباركة» ، و كان ينتابنا من حولنا من أهل البوادي يستظلون بها، و يتزودون من ورقها في الأسفار، و يحملون معهم للأرض القفار، فيقوم لهم مقام الطعام و الشراب.


[1] من القيلولة.

نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی    جلد : 2  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست