نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی جلد : 2 صفحه : 10
الدعي، قد ركز بين اثنتين: بين القتلة و الذلة، و هيهات منا أخذ الدّنية، أبى اللّه ذلك و رسوله، و جدود طابت، و حجور طهرت، و انوف حمية، و نفوس أبية لا تؤثر طاعة اللئام، على مصارع الكرام، ألا إني قد أعذرت و أنذرت، ألا إني زاحف بهذه الاسرة على قلّة العتاد، و خذلة الأصحاب، ثم أنشد:
فإن نهزم فهزّامون قدما و إن نهزم فغير مهزّمينا و ما أن طبّنا جبن و لكن منايانا و دولة آخرينا أما إنه لا تلبثون بعدها إلاّ كريث ما يركب الفرس، حتى تدور بكم دور الرحى، عهد عهده إليّ أبي، عن جدي فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَ شُرَكٰاءَكُمْ [1]فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لاٰ تُنْظِرُونِ، إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اَللّٰهِ رَبِّي وَ رَبِّكُمْ، مٰا مِنْ دَابَّةٍ إِلاّٰ هُوَ آخِذٌ بِنٰاصِيَتِهٰا إِنَّ رَبِّي عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ .
اللّهمّ! احبس عنهم قطر السماء، و ابعث عليهم سنين كسني يوسف، و سلّط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأسا مصبرة، فلا يدع فيهم أحدا، قتلة بقتلة، و ضربة بضربة، ينتقم لي و لأوليائي و أهل بيتي و أشياعي منهم، فإنهم غرونا و كذبونا و خذلونا، و أنت ربّنا، عليك توكلنا، و إليك أنبنا، و إليك المصير» .
ثم قال عليه السّلام: «أين عمر بن سعد؟ ادعوا لي عمر» ، فدعي له و كان كارها لا يحب أن يأتيه، فقال: «يا عمر! أنت تقتلني، و تزعم أن يوليك الدعي بن الدعي بلاد الري و جرجان؟ و اللّه، لا تتهنأ بذلك أبدا، عهد معهود، فاصنع ما أنت صانع، فإنّك لا تفرح بعدي بدنيا و لا آخرة، و كأني برأسك على قصبة قد نصب بالكوفة، يتراماه الصبيان و يتخذونه غرضا
[1] -اقتبس الآيات من سورتين، الأولى: يونس/71، و الثانية: هود/55.
نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی جلد : 2 صفحه : 10